وجَّه شاعر المحاورة، تركي الميزاني أو «تركي 2000»، نقداً للجنة الفنون الشعبية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، مطالباً بإنقاذ الشعر منها، وموضحاً أن شعر المحاورة والنظم في المهرجان في تراجع، وهما اللونان الشعبيان اللذان يتمتعان بقاعدة جماهيرية كبيرة في الخليج عامة، وفي المملكة خاصة، ويمثلان ركناً من أركان الفنون الشعبية، ومع ذلك لم يحظيا بالاهتمام بالرغم من طغيان جماهيريتهما على الفن الغنائي الذي يحظى باهتمام وتنظيم مسرحي وإعلامي، حسب رأيه. وقال ل«الشرق»: إن المتابع والشاعر يترقب المهرجان الوطني ويتطلع إلى تطويره كمهرجان دولي يمثل كل سعودي، وأنه مدعوم من الدولة بملايين الريالات تذهب إلى المغنين وفعاليات شعبية أقل بكثير مما يرغبه الجمهور، متمنياً من القائمين على المهرجانات الوطنية النظر إلى شعر النظم والمحاورة نظرة حقيقية، لا عطفاً، لأنهما ليسا في حالة ضعف، كما تمنى عند تقديمهما في أي مهرجان دولي أن يقدما بالمستوى الذي يستحقانه. وأشار الميزاني إلى أن جماهيرية الشعر الشعبي طاغية وفي ازدياد، وأنها مدعومة من قِبل الحفلات والمناسبات الخاصة، وجمهوره دائماً متابع ومحب له، وكيانه ما زال في تقدم. وبين أن المحاورة والنظم ينبغي أن يكونا ثابتين في كل مهرجان سعودي أو خليجي، ولابد من دعمهما معنوياً ومادياً، مشدداً على أن اللجان المنظمة في المهرجانات الدولية تقف ضد هذين اللونين دون سبب مقنع. وذكر أن ما يقال عن أن في المحاورة عنصريات وإثارة لنعرات قبلية غير صحيح. وأضاف: وقت العنصريات انتهى وأصبح المجال مفتوحاً أمام كل شاعر في ظل ما يشهده العالم من ثورة معرفية وتقنية، وربما كانت موجودة في السابق عندما كانت المحاورات قليلة ومعدودة وتنسيقها محدود، أما الآن فجميع شعراء المحاورة المشهورين وغير المشهورين يحيون احتفالات كل ليلة جمعة وسبت، وانكشف وجه الحقيقة أمام وسائل الإعلام والشعراء والجمهور، وكل مناسبة محاورة منها جزء للأمسيات الشعرية فهما متساويتان في التنظيم والاهتمام، لكن الذي أضعف بريق الأمسيات الشعرية لشعر النظم هي المهرجانات الكبيرة، لأنها كانت الداعم الأساس لها، مختتماً حديثه بأن المحاورة تعتبر لوناً دولياً وفناً شعبياً وتراثياً، ومحبوها من جميع الفئات الحاضرة والبادية وأغلب طبقات المجتمع. من جانبه، شدد مدير عام المهرجان الوطني للتراث والثقافة، سعود الرومي، على أن للجنة الفنون الشعبية الخيار في اختيار المشاركين وكيفية تنظيم الفعاليات الخاصة بالشعر، وأن المهرجان سيشهد هذه السنة تطورات غير مسبوقة.