في الوقت الذي تنصب جهود المجتمع الدولي على عقد مؤتمر جنيف 2 لحل الأزمة السورية سياسيا، لا تلوح في الأفق أي دلائل على إمكانية إيجاد الحل لأزمة اقتربت من الدخول في عامها الرابع وتعدد أطراف الصراع. الحرب في سوريا تتوسع وباتت قوى الثورة تحارب على عدة جبهات في مواجهة قوات الأسد والمليشيات العراقية والإيرانية واللبنانية متمثلة بحزب الله، بالإضافة إلى تنظيم دولة العراق والشام «داعش» الذي يعتبره السوريون ذراعا للنظام. أكثر من ألف قتيل سقطوا خلال الأسبوعين الماضيين من المعارك بين الجيش الحر و «داعش»، في الوقت الذي تواصل قوات الأسد حربها المتنقلة بين المدن بالبراميل المتفجرة دون أن يكترث أو يدين المجتمع الدولي هذه الحرب المجنونة التي تحيل المدن إلى خراب وتقتل السكان يوميا، فيما عديد من المناطق تعاني من الحصار والجوع. يتساءل السوريون شعبا وقوى سياسية ومعارضة، يوميا، كيف سيكون هناك حل سياسي لما يجري في سوريا من قتل وتدمير وتجويع، وكيف ستتشكل حكومة انتقالية ويرحل الأسد عن السلطة إذا لم يكن ثمة أحد يستطيع أن يوقف القتل والدمار ويفك حصار الجوع، وإذا كانت أطراف الصراع ليست معنية في جنيف؟ اليوم ستجتمع قوى المعارضة لتقرر إن كانت ستحضر إلى مؤتمر جنيف 2 أم لا، في حين يتوقع المراقبون أن المعارضة ستذهب إلى جنيف، لأنه لا خيار أمامها غير ذلك، تشير بعض التوقعات إلى أن حضورها، وانعقاد مؤتمر جنيف2 لن يقدم أي حل للأزمة السورية. فالصراع السوري لم يعد سوريا بحتا هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن أطراف الصراع الرئيسة تعددت ومعظمها ليس ممثلا في جنيف، فالنظام الذي يُعتبر طرفا رئيسا في الصراع لا يملك قرار وقف القتال ولا السيادة على أراض تحتلها مليشيات عراقية وإيرانية ولبنانية لأن هذه الأطراف لم تدخل الساحة بأمر من الأسد، بينما تنظيم «داعش» الذي يمثل أجندة الإرهاب من أجل الإرهاب وهو الطرف الأخطر في الصراع ما زال قويا ومدعوما من طرف لن يحضر جنيف، أما القوى العسكرية التي باتت تمثل الثورة على الأرض فمازالت ترفض أي حوار مع النظام وجنيف2، فيما الشعب السوري الذي أشعل الثورة ليس معنيا بجنيف من أصله.