سيبدأ عام 2014 بمؤتمر «جنيف2-» لمحاولة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، ورغم أن قوى الثورة لا تبدي تفاؤلاً إزاء المؤتمر، إلا أن الأسرة الدولية ستفرضه، وإلا فقدت دورها. لقد ودّع السوريون 2013 بأرقام مفجعة تشير إلى حجم التردي اللافت في أوضاعهم الإنسانية والاقتصادية والسياسية، إنهم يطرقون عاماً جديداً بأكثر من مائتي ألف شهيد وأربعة ملايين نازح و1.5 مليون وحدة سكنية مدمرة. 2013 هو عام المجازر في سوريا، لقد أرّخ لحصار المدن الثائرة وقتل المدنيين من البرد والجوع واحتلال الأرض السورية من قِبَل قوات حزب الله والميليشيات العراقية المدعومة إيرانياً. وخلال السنة المنصرمة، جعل القتلة في النظامين السوري والإيراني شعب سوريا حقل تجارب لمختلف أنواع الأسلحة، وأحدثها السلاح الكيماوي المحرم والبراميل المتفجرة.. كانت دماء ضحايا مجزرة الكيماوي في غوطة دمشق ثمناً لاتفاق أبرمته واشنطن وموسكو لتجنيب الأسد الضربة العسكرية. وفي نهاية 2013 أبى النظام أن يودع أهل حلب إلا بنحو 800 شهيد وأكثر من عشرة آلاف جريح، نتيجة أسبوعين من القصف بالبراميل، ما أحدث دمارا هائلا في معظم أحيائها وبلداتها المحررة. وفي السنة الجديدة ينتظر السوريون أن تنتهي محنتهم وأن يعودوا إلى منازلهم ليبدأوا في مرحلة إعادة الإعمار، يتمنى السوريون أن تتخلص بلدهم من النظام الطائفي والمجموعات المتشددة ليشعروا بنتائج ثورتهم. يدرك السوريون أن استمرار الأزمة سنةً جديدة يعني أن تواجه سوريا مخاطر كبيرة، لذا فإن الآمال معلقة على استمرار دعم دول المنطقة لهم حتى تنتصر إرادتهم. 2014 سنة مصيرية للسوريين وللمنطقة، فدول لبنان والعراق والأردن لن تتحمل استمرار الصراع وتصاعد وتيرته سنةً أخرى، إن هذا الاحتمال يهدد أمن الشرق الأوسط بأسره ويعصف بفرص الاستقرار فيه.