أكد مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الأمراض الوراثية والمزمنة في وزارة الصحة، الدكتور محمد صعيدي، عدم جدوى «فحص المخدرات» لبرنامج الزواج الصحي، مبيناً أن اللجان العلمية والجهات المختصة درست الموضوع بإسهاب، وخلصت إلى أن إجراء هذا الفحص قد لا يؤدي الغرض منه؛ إذ إنه بإمكان المتعاطي الامتناع عن التعاطي لفترة من الزمن حتى يكون جسمه قد تخلص من تأثير المخدرات، وبالتالي تصبح النتيجة ليست ذات قيمة. وأوضح صعيدي أن إجمالي عدد المفحوصين عبر برنامج الزواج الصحي تجاوز 2.5 مليون منذ تطبيق البرنامج في عام 1425ه، بواقع (270 – 300) شخص سنوياً، مضيفاً أن الوزارة هيأت 130 مركزاً موزعة على مناطق ومحافظات المملكة لفحص المقبلين على الزواج من الجنسين، وأن 91 مختبراً تستقبل عينات الفحص، فيما بلغ عدد عيادات المشورة الطبية 80 عيادة تقدم النصح لمن يحتاج إليه من المصابين، أو الحاملين للأمراض الوراثية، أو المزمنة، بينما بلغ عدد العاملين في البرنامج 1120 موظفاً وموظفة. وأشار إلى أن البرنامج حقق خطوات مهمة نتج عنها زيادة الوعي لدى أفراد المجتمع، وخاصة المقبلين على الزواج؛ حيث تجاوزت نسبة الاستجابة للمشورة الطبية 60%، مشدداً على أن البرنامج يطمح إلى الوصول إلى أكثر من 90%، لافتاً إلى أنه يستهدف فحص أمراض الدم الوراثية (الأنيميا المنجلية، والثلاسيميا)، والأمراض المعدية (التهاب الكبد الوبائي «ب، ج»، والإيدز)، وأن نتائج الفحوصات أظهرت أن معدل الحاملين لمرض الأنيميا المنجلية بلغ 4.2%، فيما بلغ معدل المصابين به 0.3%، بينما بلغ معدل الحاملين لمرض الثلاسيميا 1.5%، والمصابين به 0.04%، وفي المقابل بلغ معدل المصابين بمرض التهاب الكبد (ب) 1%، والتهاب الكبد (ج) 0.2%، ومعدل انتشار مرض الإيدز 0.03% من إجمالي المفحوصين. وشدد صعيدي على أن برنامج الزواج الصحي يلتزم عبر مراكزه وعياداته بمعايير الجودة في مراحل الفحص كافة، ومنها المحافظة على الخصوصية والسرية، قبل وأثناء وما بعد الفحص، عبر نظام تسجيل إلكتروني، وصولاً للهدف العام للبرنامج المتمثل في إيجاد أسر خالية من الأمراض الوراثية والمعدية الأكثر خطورة، وزيادة الوعي الصحي بين المقبلين على الزواج، مع تقليل الضغط على المؤسسات الصحية وبنوك الدم، وتجنب المشكلات الاجتماعية والنفسية للأسر التي يعاني أطفالها، إضافة إلى التقليل من الأعباء المالية الناتجة عن علاج المصابين؛ حيث تقدر التكلفة العلاجية السنوية للمصاب بالثلاسيميا، أو الأنيميا المنجلية ب 100 ألف ريال، وتكلفة زرع نقي العظام ب 500 ألف ريال، فيما تقدر التكلفة العلاجية السنوية للمصاب بالتهاب كبدي، أو الإيدز، ب 120 ألف ريال. ولفت إلى أن البرنامج لا يمنع الزواج، وإنما يقدم النصح والإرشاد للحالات غير المتوافقة طبياً، ويعطي المشورة الطبية حول احتمالية انتقال الأمراض للطرف الآخر، أو الأبناء في المستقبل، وإعطاء الخيارات والبدائل أمام الخطيبين من أجل مساعدتهما على التخطيط لأسرة سليمة صحياً، مع ترك حرية إتمام الزواج للطرفين، بصرف النظر عن نتيجة الفحص، مشيراً إلى أنه لا تعطى شهادة الفحص لحالة المصابين بمرض الإيدز.