تستمر مساعي تشكيل حكومة جديدة في لبنان على وقع تجاذبات سياسية داخلية وإقليمية، وتوقَّع النائب السابق مصطفى علوش أن تنجح مساعي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة اللقاء الديموقرطي وليد جنبلاط للتوصل إلى حل ينال قبول الفريقين الرئيسين في البلاد قوى 14 و 8 آذار، وتوقع أن ينجح رئيس الحكومة المكلف تمام سلام في تشكيل حكومته قريباً، وقال علوش ل «الشرق»: إن السبب الرئيس الذي يدفع حزب الله للموافقة على تشكيل الحكومة التوافقية هو تحاشي الحزب تشكيل حكومة من الحياديين في حال عزم الرئيس ميشال سليمان على ذلك، وهو بحاجة إلى غطاء شرعي لبناني ولا يريد الصدام مع رئيس الجمهورية، ما يجعل الحزب خارج الحكم وسيصبح وجوده في سورياولبنان غير مغطى وهذا ما سيحد من حركته لأن قيامه بأي عمل خارج القانون سينظر له كعمل تقوم به عصابة، وأوضح النائب أن قوى 14 آذار ستقبل بهذه الحكومة خشية الفراغ وأنها على الأرجح ستتنازل عن شرط انسحاب حزب الله من سوريا، مدفوعة إلى هذا التعاطي بنوع من الإيجابية والمسؤولية الوطنية لتحاشي الفراغ الرئاسي دون حكومة دستورية. وأشار علوش إلى أن قوى 14 آذار تعتمد في إيجابيتها على بعض النقاط التي تتعلق بالحقائب الوزارية، والبيان الوزاري الذي لن يغطي وجود حزب الله في سوريا، سيؤكد على إعلان بعبدا بكل بنوده ال 17 ومنها التزام نهج الحوار والتهدئة الأمنيَّة والسياسيَّة والإعلاميَّة والسعي للتوافق على ثوابت وقواسم مشتركة وتحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليميَّة والدوليَّة وتجنيبه الانعكاسات السلبيَّة للتوتُّرات والأزمات الإقليميَّة. وحول سبب تراجع قوى 14 آذار عن شرط انسحاب حزب الله من سوريا، أوضح علوش أن قرار دخول الحزب إلى سوريا هو قرار الحرس الثوري الإيراني، وهو مرتبط بالصراع هناك وليس بقرار حزب الله وبالتالي وحفظاً على استمرار مؤسسات الدولة اللبنانية وعدم تركها للفراغ الذي تريده قوى إقليمية، فإن قوى 14 آذار وحرصاً منها على مؤسسات الوطن ستتراجع عنه، وقال «نحن في حاجة إلى مخارج مع اقتراب نهاية ولاية الرئيس الدستورية». وأكد علوش أنه في حال فشل تشكيل الرئيس المكلف تمام سلام للحكومة التوافقية، يعني هذا أن الرئيس سليمان سيلجأ إلى تشكيل حكومة من الحياديين، وأن نيلها الثقة في البرلمان سيكون متوقفاً على موقف وليد جنبلاط لأن حزب الله وقوى 8 آذار سيرفضون هذه الحكومة. وحول ما نشرته وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء من أن الساحة اللبنانية يمكن أن تكون خلال الأسبوعين المقبلين مسرحاً لأحداث دموية ومواجهات، قال علوش: إن ما أوردته الوكالة يرتبط بالوضع السوري المفتوح وليس بتشكيل الحكومة اللبنانية، وقال «إن جميع الاغتيالات السياسية في لبنان حصلت مع وجود حكومات وليس في وجود الفراغ»، وأكد أن الحكومة التي ستتشكل لن تغير في الوضع الأمني. وحول إمكانية تحرك قوى 14 آذار في اتجاه إيران بشكل مباشر طالما أن قرار حزب الله ليس بيده، أوضح النائب علوش أن خلفية اغتيال الوزير السابق محمد شطح سببه كان هذا الأمر لأن الشهيد شطح كان صاحب اقتراح الذهاب إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، للشكوى على حزب الله، خاصة مع ما رُوِّج لسياسة انفتاحية للرئيس روحاني، وقال إن الشهيد شطح أعد رسالة بهذا الخصوص وأنه دفع حياته ثمناً لهذا الموقف.