يعتقد حلفاء النظام السوري أنه يمكن تمرير مؤتمر «جنيف- 2» دون المساس ببشار الأسد، ويقول وزير الإعلام في حكومة القتلة في دمشق، عمران الزعبي، إن الأسد لو ترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة سيفوز بها وإن قرار ترشحه «اتُّخِذَ شعبياً»، أي أن الترشح مسألة وقت. إن إصدار هذه التصريحات قبل أيام من الذهاب إلى جنيف يعني أن الأسد وحلفاءه يضربون بتوصيات اجتماع «أصدقاء سوريا» في لندن، الذي انتهى إلى ضرورة ابتعاد الأسد عن المشهد الانتقالي، عرض الحائط ويحكمون على المسار التفاوضي بالفشل قبل أن يبدأ، ولهذا انعكاسات خطيرة. إنهم يتجاهلون نصيحة الروس الذين دعوا الأسد قبل شهرٍ واحد، عبر دبلوماسيين، إلى التوقف عن الإدلاء بتصريحات من هذا النوع لأنها قد تزيد التوتر قبل محادثات السلام المزمع عقدها نهاية الشهر الجاري، لكنهم في دمشق لم يتقبلوا النصيحة وأصروا على الإفصاح عن نياتهم التسلطية، إنهم يريدون الانتقال إلى مرحلة جديدة من مراحل قهر السوريين، ولكن مع بعض التحسينات المتعلقة بشروط القهر. هم ينظرون إلى «جنيف-2» باعتباره فرصة لغسل سمعتهم، ويستغلون الانشغال بمحاولات التنظيمات المتطرفة إيجاد موطئ قدم لها في سوريا.. ينشغل الرأي العام العالمي ب «داعش» وأخواتها فينخرط النظام الأسدي في حملة تجميل لإعادة تقديم نفسه. إن ما يفعله هذا النظام ينذر بعواقب وخيمة في مقدمتها فشل اجتماع جنيف قبل أن يبدأ، وإن كُتِب لهذا الموعد الفشل فإن الصراع سيصبح مفتوحاً على جميع الاحتمالات وأسوئها. على المجتمع الدولي إدراك حقيقة أنه لم يضغط على النظام السوري بالقدر المطلوب قبل الاتفاق على عقد مؤتمر جنيف، لقد تضاربت تصريحات وزراء خارجية القوى الكبرى حول مصير الأسد وبدا واضحاً اهتمامهم بعقد المؤتمر دون حسم هذ الأمر الأهم في نظر قوى الثورة. الثورة لن تقبل بقاء هذا النظام، وزواله هو بداية لتحقيق مشروعها الوطني، وأي مساومة حول هذا الأمر تنزع عن المجتمع الدولي ما تبقى من مصداقية وتؤكد عجزه عن أداء مهامه.