لم تشفع لي جميع عبارات التشجيع والتحفيز التي عشموني بها، ولا شهاداتي ودوراتي التي حققتها بكل جدارة، بعتُ كل ما أملك واقترضت مالاً من زميلاتي للسفر من مدينتي إلى مدن أخرى، كنت أنام في المطار يوماً طويلاً لعدم توفر المال لاستئجار غرفة أنام فيها، إلا أن كل تلك التحديات كان يذهبها الأمل والتوكل على الله والتعلق بجميع الرسائل والتأكيدات التي تأتيني منهم.. بهذه العبارات تسرد المواطنة سلوى العطوي معاناتها ل «الشرق». بداية تقول سلوى: تقدمت على وظيفة مفتش عمل مساعد في منطقة تبوك من خلال المسابقة الوظيفية التي طرحتها وزارة العمل، وتم ترشيحي للاختبار في منطقة جدة، ولأنني لست موظفة وليس لدي أي مدخول بعد تخرجي في جامعة تبوك؛ قمت باقتراض قيمة التذاكر من تبوك إلى جدة من زميلاتي، وكنت أحضر المقابلة برفقة حقيبية ملابسي لقلة الحيلة، واستمررت على هذه الحال ثلاث مرات وأنا ما بين تبوكوجدة لعمل المقابلات الشخصية. وأضافت العطوي قائلة: بعد طول انتظار للنتائج، تفاجأت بإرسال إيميل بموعد المقابلة النهائية في جدة، وقمت بالفعل بالسفر للمرة الرابعة، وعدت إلى تبوك وأنا في قمة الفرح والسرور لما تأملته من إجاباتي على أسئلة المقابلة الشخصية، وأخبروني بأن أنتظر النتيجة النهائية عبر الإيميل. وزادت سلوى العطوي: حينما تأخر الرد من قبل وزارة العمل سواء بالقبول أو الرفض، قمت بمراسلة مدير عام الإدارة العامة في الموارد البشرية ماجد علي باشا عن طريق الإيميل «لديَّ نسخة أحتفظ بها» للاستفسار عن نتيجة ترشيحي، وقد تم الرد من قبله بأنني من ضمن «المقبولات» وسيتم التواصل معي في أقرب وقت، وبعد ذلك، وفي يوم إرسال نتائج القبول للموظفات تفاجأت بعدم وصول إجراءات التعيين، فكانت خيبة الأمل والصدمة الكبيرة التي أطاحت بكل أفكاري وطموحاتي. وتابعت العطوي: سعيت وبرغبة شديدة للتواصل مع مدير الموارد البشرية من أجل توضيح الأمر لي، وقمت في اليوم الثاني بالاتصال بمكتبه أكثر من مرة، وتم التواصل مع سكرتيره صالح الدوسري شخصياً، وبعد عدة محاولات بإصراري على مكالمته وبكائي الشديد رد على اتصالي مدير مكتبه متعاطفاً معي ووعدني بأن يوصل رقمي إليه ويتم الاتصال بي، وفعلاً بعد انتظار اتصل بي ماجد باشا وأخبرته بما حصل وكيف أني تفاجأت بعدم قبولي. وقالت: أخبرني بأني كنت من الثمانية أسماء المرشحة، وأن الخدمة المدنية هي من اختارت وفاضلت بين الأسماء، مع العلم أن الخدمة المدنية لا دخل لها بهذه المسابقة الوظيفية. وتابعت قائلة: حينما اشتد الحوار بيننا قال لي: «أنت بعد المفاضلة أصبحت من الأربعة أسماء الاحتياطية، ويحق لك التقدم للوظيفة المقبلة دون إجراء اختبار ويلزمك فقط إجراء مقابلة شخصية». وأكدت عطوي حبها للوظيفة وتعلقها بها، وقالت: بدأت معهم من جديد وأنهيت المقابلة الشخصية في جدة بتاريخ 11-1- 1435ه وأفادني حينها ماجد باشا أني مقبولة ووجهني إلى مديرة مكتب العمل في تبوك، واتصل بها أثناء المقابلة، وطلب منها عمل مقابلة أخرى لي وتحديد الوظيفة المناسبة لي، حيث توجهت من فوري إلى مديرة مكتب العمل في تبوك وأجريت المقابلة الشخصية مع فاطمة التيماني مع العلم أني الوحيدة التي أرسلت لمديرة مكتب العمل في تبوك. وأوضحت سلوى: عند إرسال إجراءات التعيين لم تصلني أي رسالة أسوة بزميلاتي اللاتي باشرن أعمال الوظيفة، ولا أدري لماذا؟ فقد طلب مني ماجد علي باشا عمل مقابلتين نهائيتين؛ الأولى في جدة والثانية في مكتب العمل في تبوك، متسائلة: لماذا أخبرني مدير الموارد البشرية بأني مقبولة، ولم تصلني إجراءات التعيين، مع العلم أني حاولت الاتصال به مجدداً عبر جميع وسائل الاتصال، إلا أنه لم يجب على جميع المحاولات، لأقوم بعدها بإرسال إيميل ورسالة تظلُّم لوزير العمل الدكتور عادل فقيه الذي بدوره تجاوب معي بكل سرعة وحوَّل تظلمي إلى ماجد علي باشا وكتب عليه «أخي ماجد أرجو إبلاغ المرشحة بنتيجة ترشحها»، ليباشر ماجد علي باشا بإرسال إيميل يخبرني به أني غير مجتازة للوظيفة. واختتمت سلوى العطوي تظلمها بقولها: لماذا يتم إخباري بالقبول مرتين، وفي النهاية يتم استبعادي عن الوظيفة التي طالما رسمت فيها أحلامي بتعويض والدتي عما أنفقته عليَّ طوال دراستي ومشاركتها في مصروف عائلتي ذات التسعة أفراد، علماً بأنني من ذوات الاحتياجات الخاصة، وذلك مدون في مركز التأهيل الشامل بتبوك، وتسمى حالتي «كف الإبصار عن عين واحدة»، مؤملة إنهاء هذه المعاناة وتدخل الوزارة لتوظيفي، فأنا مشتاقة لإنهاء معاناتي ومعانقة وظيفتي التي من خلالها سأقدم ما بوسعي لخدمة بلدي. «الشرق» تواصلت مع مدير عام الإدارة العامة للموارد البشرية ماجد باشا الذي أفاد بقوله: تعقيباً على الشكوى المقدمة من المواطنة سلوى بشير العطوي لوزير العمل المهندس عادل بن محمد فقيه بشأن تظلمها لعدم قبولها ضمن المرشحات للمسابقة الوظيفية النسائية المعلنة بتاريخ 29 رجب 1435ه. نشير إلى نقطتين هامتين فيما أشارت إليه المواطنة، الأولى: ادعاؤها على لسان مدير عام الإدارة العامة للموارد البشرية في الوزارة ماجد بن علي باشا بأنها «مقبولة» وهذا غير صحيح؛ إذ إن المرحلة الأولى هي التواصل مع المرشحين الذين تنطبق عليهم الشروط لتحديد مواعيد الاختبارات والمقابلات اللازمة عبر الرسائل النصية القصيرة والبريد الإلكتروني، وقال: لعلها فهمت من ذلك أنه تم قبولها بشكل نهائي. وأضاف باشا قائلاً، النقطة الثانية: أن نسبتها في الاختبار الذي تم إجراؤه لجميع المرشحات بلغت المعدل (52%)، وهي تعدُّ «أقل من درجة الاجتياز» إلا أنه تمت مقابلتها مع بقية المرشحات في جدة بغرض منحها فرصة أخرى، ومن ثم تم تحويلها إلى مديرة القسم النسائي في مكتب العمل بتبوك لإجراء المقابلة الشخصية، وأيضاً حققت معدلاً متدنياً بلغ (4/10)، الأمر الذي يلغي فرصها في الترشح للعمل ضمن شروط الوزارة. وأكد باشا إمكانية مواصلة تظلمها إن كانت ترى لها الحق في الوظيفة، وقال: في حال عدم اقتناع المواطنة بنتائج الاختبار والمقابلة الشخصية أو تشكُّكها في نتيجتها يمكنها رفع تظلمها نظاماً للجنة التظلمات التابعة لمكتب الوزير، ويمكن للَّجنة مقابلتها وتحديد أهليتها للوظيفة.