من حق قوى الثورة السورية أن تصحِّح المسار وأن تقوِّم من يسعى إلى انحرافها عن أهدافها، وفي مقدمة هؤلاء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المسمى اختصاراً «داعش»، الذي أضحى سبباً للمتاعب، مثيراً مخاوف عديدة من تمدده. ومن حق السوريين أن يطمئنوا على ثورتهم ومستقبلهم، وأن يثقوا في أن القوى الثورية التي تنال دعمهم وتتحدث نيابةً عنهم لن تفرط في مشروع التغيير، الذي ضحّى من أجل تحقيقه أكثر من 100 ألف سوري، لمصلحة تنظيمٍ منغلق تسببت ممارساته المتسلطة ووسائله العنيفة في نفورهم منه. ومن حق المجتمع الدولي أن يتأكد من أن دعمه للثورة لن يصل إلى أيدي التنظيمات المتطرفة التي تمارس نوعاً مختلفاً من الاستبداد وتصادر حريات المجتمع السوري الثري بتنوع مكوناته لمصلحة مشروع غامض ينكر الاختلاف ويرفض التعدد. ومن حق دول الجوار، تركياوالعراق والأردن ولبنان، أن تأمن على المناطق الحدودية من المجموعات التي لا تعترف بسيادة الدول وتستهدف بناء كيانات متطرفة عابرة للحدود ومتعددة الجبهات تضرب بالقوانين والأنظمة عرض الحائط وتنقل الصراعات من دولة إلى أخرى. ومن حق دول المنطقة أن تنظم عملية دعم السوريين، بحيث تتم بالطرق الرسمية أو الأهلية المرخّص لها بعيداً عن جامعي التبرعات لكيانات غير معلومة وشاحذي الشباب المتحمس إلى دخول الأراضي السورية بطرقٍ غير مشروعة للانضمام إلى «داعش» وأخواتها. ومن حق وسائل الإعلام أن تنبّه إلى خطورة التطرف ومآلاته وأن ترصد عمليات التغرير بالشباب واستغلال حماستهم لإيصالهم بالمتطرفين وأن تذكِّر بتجارب قريبة لم تكن نهايتها جيدة وأفرزت مجموعات إرهابية عانت دول المنطقة من أفعالهم وأفكارهم لسنوات وما زالت المعاناة مستمرة.