تاريخ هذا اليوم ووقته لا تنساه أبدا، ابدأ بالنظر إلى المرآة، وتأمل نفسك جيدا، ولا أعني بذلك أن تتمعن في تفاصيل تسريحة شعرك أو ما ترتدي في هذا اليوم، تمعن في جمالك الداخلي، وكيانك الذي لم تكلف نفسك النظر إليه لمدة أجزاء من الثواني حتى أصبحت تجهل ما أنت عليه، متخبطا بين ما الذي حصل لي؟.. ما الذي تغير في مشاعري؟.. ولماذا اختلفت اهتماماتي؟ ما نتجاهله تماما أن ما بداخلنا يخضع إلى عمليات تجميل تغيره تماما مع تغير إيقاعات الحياة التي تارة تبكينا فرحا وتارة تجعلنا نرقص خيبة. أنت الآن تختلف عما كنت عليه قبل ثلاثة أعوام، قراراتك اختلفت تماما عما كانت عليه في السابق. لا أستطيع أن أنسى سؤالا وُجه لي يوما: هل تقبلين الزواج بشخص تحبينه وأنتِ تعلمين بأنه مصاب بمرض عضال ولن يعيش طويلا؟ كانت إجابتي هي: نعم. فمشاعري في تلك الفترة كانت هي المسيطرة عليّ. قالت لي إحداهن: قرارك هذا حتما سيتغير، فالحب ليس كل شيء. لم آبه لما قالته لي، وفي الفترة الأخيرة عادت إليّ ذكرياتي، ومن بينها ذلك الموقف، وطرحت على نفسي السؤال ذاته، واختلفت إجابتي تماما، والسبب ليس تناقضا أو عدم قدرة على الثبات على وتيرة واحدة، ولكن لأننا نتغير مع الحياة، وبما أن من الطين خلقنا، فلا أظن بأن الأمر صعبا. حينما تنظر إلى المرآة وتشعر بأنك تكره ما أنت عليه، ثق تماما بأن الأمر لا يتطلب عمليات تجميل بمبالغ طائلة لتستعيد ثقتك بنفسك، فما تصبو إليه لن يتحقق إلى حينما تتعرف على ما بداخلك، وما يهم في الأمر هو أن تتعرف عليك من جديد بين الآونة والأخرى.. انظر إلى داخلك من جديد فمظهرك الخارجي لا يهم بقدر ما تحمله في داخلك من قيم وأخلاق.. كن على دراية تامة بما أنت عليه دائما، فالكثير يجهلون أنفسهم، فيُعاقبون على هذا الأمر من قبل الآخرين، فاحذر يا عزيزي أن تتجاهل نفسك العزيزة حتى لا تصبح جاهلا بها.