استدعت وزارة الخارجية المصرية ظهر أمس السبت السفير القطري لدى القاهرة احتجاجا على ما اعتبرته «تدخلا مرفوضاً في الشأن الداخلي للبلاد» إثر انتقاد الدوحة «قمع تظاهرات» مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي. وقال الناطق باسم الخارجية المصرية، السفير بدر عبدالعاطي، في بيانٍ أمس إنه جرى «استدعاء سفير قطر في القاهرة إلى مقر وزارة الخارجية لإبلاغه رفضنا شكلاً وموضوعاً للبيان الصادر عن الخارجية القطرية بشأن الوضع السياسي في مصر». وقالت الخارجية إن مصر لم تكتف بإصدار بيان شجب على بيان الخارجية القطرية وإنما قامت باستدعاء السفير القطري «وهي خطوة غير معتادة فيما بين الدول العربية». وأوضح البيان أن السفير ناصر كامل مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية نقل للسفير القطري أن ما جاء في بيان الخارجية القطرية «يعد تدخلاً مرفوضاً في الشأن الداخلي للبلاد»، مضيفا أن اللقاء «تطرق لتجاوزات قناة الجزيرة وأذنابها من الجزيرة مباشر مصر والجزيرة مباشر في حق مصر». وكانت الخارجية القطرية أعربت عن «القلق من تزايد أعداد ضحايا قمع التظاهرات، وسقوط عدد كبير من القتلى في كافة أرجاء مصر»، بحسب بيان لها بثته وكالة الأنباء القطرية الرسمية مساء أمس الأول، الجمعة. وأضاف بيان الخارجية القطرية الشديد اللهجة «أن قرار تحويل حركات سياسية شعبية إلى منظمات إرهابية وتحويل التظاهر إلى عمل إرهابي لم يجد نفعاً في وقف التظاهرات السلمية»، في إشارة إلى قرار الحكومة المصرية اعتبار جماعة الإخوان المسلمين «تنظيماً إرهابياً» قبل نحو أسبوع. وتابع البيان أن القرار هذا «كان فقط مقدمة لسياسة تكثيف إطلاق النار على المتظاهرين بهدف القتل». واعتبرت الخارجية القطرية أن «ما جرى ويجري في مصر ليُقدِّم الدليل تلو الدليل على أن طريق المواجهة والخيار الأمني والتجييش لا يؤدي إلى الاستقرار»، مؤكدةً أن «الحل الوحيد هو الحوار بين المكونات السياسية للمجتمع والدولة في مصر العربية العزيزة من دون إقصاء أو اجتثاث». وجاء البيان الذي أغضب القاهرة بعد ساعات من مقتل 17 شخصاً وإصابة 62 آخرين في مواجهات أمس الأول، الجمعة، اعتُبِرَت الأكثر دموية منذ ثلاثة أشهر، بين المتظاهرين المؤيدين لمرسي والأمن والأهالي عبر البلاد.