ينقسم الجولان السوري المحتل، بين التأييد والمعارضة وبين رفع الرايات السوداء على أسطح المنازل تأييداً للثورة وبين المسيرات المؤيدة للنظام، وتقف الغالبية العظمى خلف انتمائها للوطن والتراب السوري وبين الدعوة الى الإصلاح وتغيير الدستور من خلال إرادة الشعب واختياراته، وبين الخشية من تكرار ما حصل في ليبيا من نتائج كارثية يشتعل القلب الجولاني حسرة وألما على ما يجري في الوطن الأم. لا يخفي فوزي أبو جبل انقسام المجتمع الجولاني بين مؤيد ومعارض ويقول في حديثه ل”الشرق” بالرغم من مصيبة وقوع الجولان تحت الاحتلال إلا أنه يعيش الواقع في سورية وينبض بما ينبض به الشعب هناك. ويضيف أبو جبل الذي يملك موقعا على الشبكة العنكبوتية بأن ما يجري في سورية مخيف وأن الانقسام لا يخدم المعارضة. وأكد أبو جبل أن ما يجري في سورية انعكس على أهالي الجولان وأن ما يخفف من شدة هذا الانعكاس أن الناس يعرفون ذهنية النظام وذهنية أزلامه الذين لا يعترفون بالرأي الآخر الذين لعبوا على وتر الطائفية والممانعة على حد قوله. ووصف أبوجبل بأن ما يقوله مؤيدو بشار الأسد بأنه نتاج مؤامرة بالكلام الفارغ وأن الذين يرددون هذا الحديث لم يعانوا من القمع، واعتبر تدخل الدول في الشأن السوري أمرا طبيعيا في ظل تداخل المصالح لدول المنطقة. الانقسام انتقل إلى المواقع الإلكترونية الموقف في الجولان كما رصدته “الشرق” يظهر عدم جرأة الناس في الإعلان عن مواقفهم صراحة إما تخوفا من تصادم داخلي وإما رغبة منها للبقاء في خيمة الأغلبية التي تدعو للإصلاح بإرادة الشعب بغض النظر بقي النظام أو رحل. والانقسام في موقف أهل الجولان من الأحداث يعبر عنه في المواقع الإلكترونية فأصبحت عناوين التأييد والمعارضة للنظام لسان حال المواقع الإخبارية والثقافية. أحد المثقفين المعروفين في الجولان طلب عدم ذكر اسمه قال إن الجولان يتأثر بأحداث بالوطن. ورفض تصنيف الناس بين مؤيد ومعارض، قائلا لا يملك أحد الحق بتصنيف الناس مؤكدا أن الجولان في غالبيته مع الإصلاح ومع الشعب وإرادته. وأكد على أن هناك مؤيدين للنظام وهناك معارضين، لكن الغالبية العظمى في الجولان تؤيد الإصلاح. وأضاف بأن الرأي العام في الجولان يتأثر بما تبثه الفضائيات من تناقضات، لافتا إلى ما تبثه فضائية الجزيرة والفضائية السورية مما يضع المواطن أمام تناقض وحيرة. وأبدى تخوف الجولانيين من التطورات الأخيرة مادحا ما جرى في تونس ومصر. الآراء في الجولان تؤكد على توتر الحالة بين صفوف الجولانيين فالغالبية تؤيد الإصلاح والتغيير بشكل ديمقراطي، وما تبقى ينقسمون بين مؤيد ومعارض للنظام وصلوا في بعض الأحيان إلى حد الصدام.