أكد ناشط سياسي ل”الشرق” في بلدة رنكوس أن جيش النظام يقصف مدينة رنكوس منذ أمس الأول محاولاً اقتحامها والسيطرة عليها، لكنه يواجه مقاومة عنيفة من كتائب الجيش السوري الحر التي تسيطر على المنطقة، وأن النظام حشد قوات كبيرة مدعومة بالمروحيات والدبابات، وأكد الناشط أن قوات النظام تستخدم الدبابات والرشاشات الثقيلة والمتوسطة ومدفعية الهاون في محاولة لاقتحام البلدة، التي تتعرض لهجوم عنيف لليوم الثالث، وأن النظام قطع الاتصالات والكهرباء عنها، وهي معزولة تماماً عن العالم وعبر عن خشيته من حدوث مجازر بعد ورود أنباء عن سقوط ما لا يقل عن 120 قتيلاً حتى يوم أمس. وذكرت أنباء عن قصف عشوائي وعنيف دمر بيوتاً في الحارة الغربية فوق رؤوس ساكنيها، وأن مواجهات عنيفة تدور على مداخل البلدة. وذكر الناشط أن قوات النظام والأجهزة الأمنية تسعى لحسم المعركة بأسرع ما يمكن بسبب وجود منشآت عسكرية سرية يسيطر عليها الحرس الثوري الإيراني وعناصر من حزب الله اللبناني، منوهاً بأن هيئات تفتيش دولية للطاقة النووية سبق أن طلبت من النظام زيارة هذه المنشآت لمعاينتها. وأشار الناشط إلى أن السلطات السورية تخشى من وقوع مثل هذه المنشآت تحت سيطرة الجيش الحر، ما سيسبب لها إحراجاً أمام حلفائها الإيرانيين وأمام المجتمع الدولي. وأعلن المتحدث باسم الجيش السوري الحر أمس أن المعارك بين عناصر جيشه والجيش النظامي اقتربت من العاصمة خلال الساعات الماضية، مشيراً إلى “هجمة شرسة للنظام لم يسبق لها مثيل” تستهدف عدداً من المناطق في ريف دمشق القريب والأبعد وحماة في وسط البلاد. وقال الرائد ماهر النعيمي من تركيا إن “المعلومات والتقارير الواردة من مجموعات الجيش الحر على الأرض داخل سورية تشير إلى انشقاقات واشتباكات بعضها على مسافة ثمانية كيلومترات من العاصمة، ما يدل على اقتراب المعارك من دمشق”. وأوضح أن الانشقاقات وقعت في بلدات عدة بينها جسرين وعين ترما وحمورية وصقبا وحرستا ودوما وحتيتة التركمان (ريف دمشق والغوطة) حيث سجلت أيضاً اشتباكات عنيفة. وذكر أن معظم الجنود المنشقين خلال الساعات 24 الماضية التحقوا بالجيش السوري الحر. وقال النعيمي إن حصيلة الجنود الذين انشقوا أول أمس في الرستن في محافظة حمص وصل إلى حوالي خمسين عسكرياً وضابطاً، بينهم انشقاق كبير من حاجز لكتيبة الهندسة. وتم خلال عمليات الانشقاق هذه تدمير آليات وحواجز للجيش النظامي قبل انسحابهم والتحاقهم بالجيش الحر. وترافقت هذه العمليات مع اشتباكات مسلحة، بحسب النعيمي الذي عدّ أن “عناصر الجيش السوري الحر وإن كانوا أقل تسليحاً، لكنهم خفيفو الحركة ولا يعرف النظام من أين يخرجون له فيفقد صوابه وتزداد وتيرة قمعه”. وقال إن النظام “يستخدم كل ما لديه من قوة لقمع المتظاهرين والمواطنين العزل”، مشيراً إلى “هجمة شرسة يستخدم فيها القصف المدفعي والرشاشات الثقيلة بكثافة نارية لم تحصل سابقاً” وتستهدف دوما وحرستا وصقبا واجمال الغوطة الشرقية ومنطقة القلمون (45 كلم عن دمشق) لاسيما رنكوس حيث تستمر الاشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر. وأشار النعيمي إلى أن بلدة رنكوس “محاصرة بأكثر من ستين دبابة ومدرعة”. وعلى صفحة “تنسيقية رنكوس للثورة السورية” على موقع “فيسبوك” الإلكتروني للتواصل الاجتماعي، تتوالى منذ صباح اليوم الأخبار حول معارك عنيفة وقصف للبلدة. ونشر على الصفحة نداء استغاثة جاء فيه “أهالي رنكوس المنكوبة يناشدون كل ضمير حي، رنكوس تنزف بشدة”. في حماة، قال النعيمي إن “النظام يقوم بالانتقام من المدينة بشكل منهجي، بقتل المدنيين العزل والأطفال”. وتوقع استمرار “النظام في وتيرة القمع والقتل” بعد تعليق المراقبين العرب مهمتهم في سورية. وقال إن “النظام لم يراع وجود المراقبين، بل قتل عدداً كبيراً من الناس خلال وجودهم، وأتوقع أن يستمر في القتل سواء بقي المراقبون في البلاد أم خرجوا منها”.وتابع “خلال قيام المراقبين بمهمتهم، حاول النظام التعمية وابتز المراقبين في أماكن عدة ليصمتوا عن الحق، وحاول أن يبعدهم عن المناطق الساخنة. إنه ماضٍ في خطته معتقداً أن الحل الأمني أو القمعي هو الأسلوب الوحيد للبقاء في السلطة”. وأكد في المقابل أن الجيش الحر “ماضٍ في الدفاع عن المواطنين المدنيين العزل بكل ما أوتي من قوة”.