كشف مدير إدارة المستشفيات بصحة الرياض الاستشاري الدكتور محمد مستور الزهراني عن وجود خمسة مراكز صحية داخل مدينة الرياض تم الانتهاء من إنشائها ولم تستطع وزارة الصحة افتتاحها بسبب شح الكادر الصحي الذي تعيشه المملكة، بالإضافة إلى اعترافه بتهالك سيارات الإسعاف في القرى والمحافظات والهجر في وقت سابق، وقال في حواره مع ال « الشرق « إن سيارات الإسعاف الموجودة في القرى سابقاً ينبغي أن توضع في الجنادرية، لأنها أثرية، مؤكداً أن مفهوم الطوارئ لدى المجتمع فُهم بشكل خطأ وهذا ما سبَّب زحام أقسام الطوارئ، مطالباً بإعادة هيكلة جديدة للمراكز الصحية وتغيير ساعات دوامها لتكون مستمرة طوال اليوم، كما أشار إلى وجود حزازات بين موظفي الصحة بسبب تسلُّم بعضهم مكافأة بدل العدوى دون آخرين، مما تسبب في وجود الغبن لدى الموظفين، وتمنى إعادة النظر في صرفه للجميع ولمن له صلة مباشرة مع المريض. - ليس مستشفى الباحة الذي طالته الانتقادات فقط، بل جميع مستشفيات وزارة الصحة لأنها مستشفيات خدمية وتقدم لأكبر شريحة موجودة، وهي الفئة التي لا يستطيعون أن يدفعوا ثمن العلاج في المستشفيات الخاصة. فمستشفى الباحة في بداية إنشائه كانت شركة التشغيل الموجودة فيه ممتازة وخدماته عالية، وبعد انتهاء عقدها دخلت شركات أخرى رعت المستشفى كانت أقل جودة فبالتالي تدنى مستوى الجودة والعاملين في ظل وجود المستشفى الوحيد في المنطقة مع زيادة السكان بالإضافة إلى أن الباحة عليها إقبال كبير من السياح وهذا شكَّل ضغطاً كبيراً على مستوى الخدمة في المستشفى، أما الآن فتقريباً تحسن مستواه بعد استبدال شركات التشغيل بالتشغيل الذاتي وإنني مقل بالتواصل معهم ولكنني أزورهم في الإجازات. - نقص الكادر الصحي له عدة أسباب، أولاً نحن بلد متسع وتزداد الأعداد السكانية بشكل مطرد، بالإضافة إلى قلة كليات الطب، حيث كان عددها سابقاً أربع جامعات أما الآن فبدأت تنتشر، فلا يوجد لدينا خريجون وأصبحنا نعتمد على القادمين من الخارج، أيضاً إن القادمين من الخارج لديهم شح في الخريجين والإنتاج بالإضافة الى المنافسة من القطاعات الخاصة والدول الأخرى. - بيئة العمل مختلفة في الدول الأخرى، فهي أكثر راحة لهم مع التسهيلات الكبيرة التي يتلقونها سواء كانت مادية أو غيرها من الميزات فنعيش في هذه اللحظة صراعاً مع الدول الأخرى والمستشفيات الخاصة في المملكة للظفر بأفضل الكوادر، لكنهم يتغلبون علينا بالمميزات في الرواتب، أيضاً بعد استقطاب القادمين من الخارج هناك معاناة نجدها في مدينة الرياض بالتحديد في توجيههم للمستشفيات التي تقع في المناطق النائية بالرفض بحجة عدم التأقلم أو قلة المدراس الأجنبية لأولادهم وغيرها من النقص في الخدمات. سؤالك جيد لكن لست أنا من يجيب عن هذا السؤال، لكن من وجهة نظري الشخصية لا أحبذها لأنني أرى أن المريض كتلة واحدة يمكن علاجه في منشأة واحدة، حتى لا تتشتت الخدمات ولا يُرهق المريض في التنقل بين المستشفيات المتخصصة إلا في الحالات النادرة كالأورام وغيرها، كما يمكن أن يكون لها مستشفيات متخصصة، أما الأقسام العامة فلا أحبذها من وجهة نظري ولا أعتقد أن الوزارة لديها فكرة كهذه في المستقبل. - لماذا تذهب إلى محافظة وادي الدواسر، نحن لدينا خمسة مراكز صحية داخل مدينة الرياض وجدنا صعوبة في افتتاحها لأن ما عندنا كوادر صحية وأطباء وهي المشكله التي ذكرتها وسنعاني منها وأرجوا ألا تطول. - بلا شك أخي العزيز أن العمل الطبي عمل صعب وشاق أضف إلى ذلك صعوبة الدراسة في هذا المجال، ولكن فوق هذا عندنا إشكالية في القبول لدى الكليات، هناك تعقيد في ذلك فنحن محتاجون وهم عندهم اشكالية في استقبال أعداد كبيرة لعدم وجود قاعات كافية للمحاضرات أو في مختبرات الأعمال والتشريح وغيرها، فلذلك تلجأ الكليات إلى أخذ الصفوه لتلك الأسباب، وتوسع كليات الطلب مهم وكبير وتهيئتها بالكامل لاستقبال أعداد كبيرة تخدم الطب السعودي وهو الحل الوحيد. - الأفكار موجودة والمجال مفتوح في ذلك الأمر، لكنه يحتاج لشجاعة في القرار بالإضافة الى سيولة مادية، إن أردت أن تفتتح عيادة أو مستشفى خاصا ولكنني أنا شخصياً لأ أحب أن أعمل عند أحد أوأتعاقد مع مستشفى خاص حتى لو كان ضعف راتبي الذي أتقاضاه في الصحة لعدم وجود الأمان الوظيفي في وزارة الصحة، ويعد أفضل من القطاع الخاص من هذه الناحية بالإضافة إلى الاستنزاف البدني الكبير في المستشفيات الخاصة. وقد قررت في المنظور القريب أن أفتح مستشفى خاصا بعد خدمة في الوزارة قرابة 27 عاما، وبعد أن أكمل الثلاثين ربما سأستقيل والتحق بمستشفى يخصني وأيضاً عملي في العيادة الخاصة يعد خدمه للمريض وللوطن في نفس السياق وسأبدأ بفتح مستشفى في مدينة الرياض لعدة أسباب منها الكثافة السكانية والعمق الاقتصادي اما الفرع الآخر فسيكون في منطقة الباحة لإيماني بأن ديرتي وأهلي لهم الحق في ذلك. - هناك مستشفيات قديمة في مدينة الرياض زادت أعمارها على 25 إلى ثلاثين سنة عمل لها برنامج بنية تحتية من الوزارة ويوضع له دراسة وميزانية على أنهم يعيدون تهيئة البنية التحتية سواءً التمديدات الغازية أو غيرها، طبعاً هي حلول مؤقتة مع الأسف ولن تضيف أي شيء في السعة السريرية للمرضى بل هي تحسينات للمباني من تكييف وكهرباء وسباكة وهو حل مؤقت حتى إنشاء مستشفيات بديلة، أما الخطط للمباني الجديدة فهمي مبنية على خطط استراتيجية من الوزارة بناء على عدد الأسرِّة والكثافة السكانية. هذه المشكلة لن تُحل إلا بعد عقود من الزمن، والمشكلة هي في مفهوم الطوارئ لدينا، فمن المفروض ألا يأتي للقسم إلا الحالات الطارئة، بينما تقوم المراكز الصحية بالإضافة إلى طبيب الأسرة والرعاية الأولية بفلترة هذه الحالات، فالجميع من المرضى الذين يعانون من زكام أو سخونة خفيفة يحضر للطوارئ خاصة بعد أن ينتهي عمل المراكز الصحية عند الساعة الرابعة عصراً، وهذا ما سبب الزحام الكبير، ويكاد من 80 إلى 90% حالات عادية ليس مقر علاجها قسم الطوارئ. - نحتاج إلى إعادة هيكلة للخدمات الصحية، وقيام المراكز الصحية بدور أكبر في الأحياء أي بمعنى يكون عمل المركز متواصلا خلال 24 ساعة، أو يكون في مراكز طوارئ داخل الأحياء، وبالتالي سيخفف الزحام ويحل إشكاليات كثيرة، لكن نرجع لمسألة شح الكادر الصحي في المملكه وهذا سبب رئيس في كل ما يحدث ويبدو أن المسأله طويلة جداً. تهالك سيارات الإسعاف في مستشفيات القرى واضح وعليه عدة شكاوى ماذا تم في ذلك الأمر؟ – قديماً لا ننكر تهالك سيارات الإسعاف وبعضها أثرية ومن الممكن وضعها في الجنادريه أولى من أنها تنقل مرضى، لكن في الآونه الأخيرة بدأت الوزارة في تنفيذ خطة لتطوير مركبات الإسعاف وتدعيم المحافظات والقرى وربما انتهت بالكامل هذه المشكلة. - نحن يزعجنا بشكل عام عدم رضاء المريض، أو عدم رضاء المواطن، فهناك مشكلة عن عدم الرضا لخدمات الصحة على ما يقدم وما تبذله من جهد هو انطباع سائد لا يمكن تغييره، خصوصاً في ظل محدودية عمل المراكز الصحية كما ذكرت إلا بعد أن يتم فلترة وهيكله جديدة قادماً. - هناك جهود جبارة تبذل في هذا المجال لكنك تتكلم عن ثقافة شعب سواء كان المريض أو الموظف بدءاً من البيت والمريض والموظف والمرافق الجميع مرتبط ببعضهم البعض، ومع ذلك تم إنشاء قسم لشكاوى المرضى للنظر الفعلي في صحتها وتنفيذ العقوبة ضد كل موظف يثبت سوء تعامله مع المريض لكن تبقى في الأخير الثقافة العامة لدى كافة الشعب ضعيفة جداً وهي المشكلة الكبرى. - من وجهة نظري الشخصية أن كل من يعمل في قطاع صحي وبالذات في المسشفيات ومراكز الرعاية الصحية التي يوجد بها تطعيمات وحقن وعدوى أن يُصرف للموظف بدل عدوى وأيضاً كل من له علاقة تتصل بالمريض، لكن الجهات التنظيمية لها رأي آخر في فئات معينة هم يستحقون بدل عدوى فأثارت بعض المشكلات والحزازيات بين الموظفين و أصبحت مشكلة كبيرة ومأخذ دور كبير في إدارة العدوى وهم سينظمونه بشكل أفضل وله الأهمية الأولى في الإدارة خصوصاً بعد الحزازات بين الموظفين الذين يعملون في منشأه واحدة أحدهم يتسلم وآخر لا يتسلم. - ما أعتقد أن ذلك صحيح، فنحن في إدارة المستشفيات بصحة الرياض لدينا ثلاثة مختبرات، وعندنا إدارة مسؤولة عن بنوك الدم إلا أحياناً في فصائل نادرة قد لا تمر كثيراً ولدينا تنظيم كبير للتبرع بالدم وحملات قائمة عبارة عن بنوك للدم متنقلة تذهب للإماكن العامة والأحياء والمجمعات السكنية. - يكاد ألا يمضي شهر إلا ونرسل لجنة لجلب أطباء من عدة دول، وليس لدينا دولة بعينها، بل نبحث عن الجودة وهذا الهاجس الأكبر فاللجان تذهب إلى كل الدول وهناك لجنة قائمة حالياً في مصر، ومن قلة الأطباء ذهبت لجنة سابقاً إلى كوبا للتعاقد مع أطباء وهذا دليل على أنه ليس لدينا دولة بعينها لكن مشكلات المميزات والرواتب التي يأخذونها في الدول الأخرى عائق كبير. مارست العمل الطبي منذ فترة طويلة ومازالت تمارس ماهو الاختلاف الطبي بين السابق والحالي؟ -المتغير في الأمر أن هاجس الجودة مهم للوزارة حيث أصبح تجويد العمل وتطويره مع الاختلاف الكبير في التقنيه الطبية التي أصبحت أفضل مما كان عليه السابق في المعاملات والتقارير الطبية بالإضافة لتوفر الأدوية والتجهيزات الجراحية أما المشكلة العظمى فهي مشكلة نقص الكادر الصحي وإن صح التعبير فهو شح كبير.