يتجه الشباب والشابات السعوديون في الوقت الراهن، إلى مواقع التواصل الاجتماعي، لمناقشة القضايا التي تهم الشارع السعودي بعيداً عن مقص الرقيب في الإعلام التقليدي الذي ما زال يرزح في التقليدية والتشدد، إذ شهدت مواقع التواصل في الآونة الأخيرة طفرة في كم ونوع المواد المطروحة، حيث اتخذ بعضهم أسلوب النقد اللاذع، واتجه آخرون إلى الكوميديا السوداء. هرب الشباب ليتخذ له منبراً خاصاً به، ومتنفساً هو الأكثر عصرية وتأثيراً في الساحة اليوم، ولكن محاولة الهرب هذه قوبلت برد من الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، التي قررت أخيراً فرض رقابة على المحتوى المرئي في مواقع التواصل الاجتماعي، وقد بررت هذه الرقابة بالاحتواء للطاقات الشابة التي دخلت هذا المجال. هذا الاحتواء الذي أتى في غير محله، إذ إن السمة الأساسية للإعلام الجديد هي الاستقلالية التامة والحرية المطلقة في إبداء الرأي، جاء على استحياء كرد اعتبار لبيروقراطية الإعلام التقليدي. إن الاحتواء للطاقات الشابة لا يكون بفرض الرقابة أو بوضع مزيد من القيود على المواد المطروحة، ولا بسحب صلاحيات أو إعطاء أخرى في هذا المنبر الحر، بل يكون بتوظيفها بالشكل الصحيح واستغلالها بالطريقة الأنسب لتكون كعين ثالثة لمراقبة المجتمع الذي ستسهم حتما في بنائه.