أطلق الجيش اللبناني أمس الإثنين نيران مضاداته الأرضية ضد مروحيات سورية قصفت أطراف بلدة حدودية في شرق البلاد، في خطوة هي الأولى منذ بدء النزاع في سوريا المجاورة، في الوقت نفسه اعتبر النائب اللبناني السابق، مصطفى علوش، أن هذا الإجراء أتى «متأخراً» من جانب جيش لبنان «لكن المهم أنه تمّ لأنه لا يمكن استمرار الاعتداءات السورية على الأراضي اللبنانية». وقال مصدر أمني لبناني «التزاماً بتعليمات قيادة الجيش، أطلقت رشاشات مضادة للطائرات نيرانها باتجاه مروحيات سورية ألقت قنابل على منطقة خربة داوود في جرود بلدة عرسال، من دون أن يؤدي ذلك إلى إصابات». وأشار المصدر إلى أنها المرة الأولى التي تطلق المضادات فيها نيرانها تجاه الطيران السوري الذي استهدف مراراً هذه البلدة ذات الغالبية السنيّة منذ بدء النزاع في سوريا. كما أنها المرة الأولى التي يطلق الجيش اللبناني نيرانه على طائرات سورية منذ نهاية الحرب اللبنانية (1975-1990)، علما أنه كان لسوريا وجود عسكري في لبنان بين العامين 1976 و2005. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان بدورها أن المضادات الأرضية للجيش تصدت للطيران السوري. من جانبه، ربط النائب السابق مصطفى علوش بين تصدي الجيش اللبناني للاعتداءات السورية وحديث الرئيس ميشال سليمان مؤخراً عن تلقي جيش لبنان عتاداً عسكرياً من فرنسا. ورأى علوش أن الرد اللبناني على الاعتداءات السورية أتى متأخراً لكن المهم أنه تمّ «فلا يمكن استمرار هذه الاعتداءات». وتوقع النائب السابق، في تصريحٍ هاتفي ل «الشرق»، أن يذهب الوضع في لبنان إلى مزيدٍ من التعقيد لأن أسبابه مازالت قائمة وفي مقدمتها سلاح حزب الله. وكان الجيش اللبناني أعلن في 12 يونيو الماضي أنه اتخذ اجراءات «للرد الفوري» على أي «خرق» سوري جديد، وذلك بحسب بيان لقيادة الجيش بعد ساعات من قيام مروحية سورية بقصف وسط هذه البلدة. وتقع عرسال في شرق لبنان على الحدود مع سوريا، ونزح إليها الآلاف من السوريين منذ بدء النزاع في بلادهم منتصف مارس 2011. والبلدة ذات الغالبية السنيّة المتعاطفة إجمالا مع المعارضة السورية، تعرضت مرارا للقصف من الطيران السوري. وتفيد تقارير أمنية أن المعابر غير القانونية بين لبنانوسوريا في عرسال تُستخدَم كممر للنازحين والجرحى من سوريا، إنما كذلك لتهريب السلاح والمسلحين، وهي حركة يحاول الجيش اللبناني ضبطها. ويعاني الجيش اللبناني من نقص في العتاد لا سيما الثقيل والحديث منه، ويعتمد على آليات مدرعة أمريكية ودبابات سوفياتية وبعض المروحيات غير الهجومية، ولا يملك الجيش منظومات دفاع جوي أو صواريخ أرض جو، بل فقط مضادات أرضية عبارة عن رشاشات ثقيلة. وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان أعلن أمس الأول، الأحد، تقديم المملكة العربية السعودية مساعدات عسكرية للجيش بقيمة ثلاثة مليارات دولار هي الأكبر في تاريخه، وسيتم عبر هذه المساعدة شراء تجهيزات للجيش من فرنسا. ويشارك حزب الله في المعارك إلى جانب القوات النظامية السورية ضد مقاتلي المعارضة، ويتهمه خصومه اللبنانيون باستخدام سلاحه لفرض إرادته على الحياة السياسية اللبنانية.