قال الرجل القوي في مصر وزير الدفاع وقائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح السيسي أمس إن «مصر ستقف صامدة في مواجهة الإرهاب» وأنها قادرة على العبور إلى «الاستقرار». وفي أول تعليق له بعد تصاعد العنف خلال الثماني والأربعين ساعة الأخيرة في البلاد، قال السيسي أثناء مشاركته في حفل تخريج دفعة جديدة من ضباط الصف، إن «مصر ستقف صامدة في مواجهة الإرهاب، وما يحدث لن يهز مصر وشعبها ولن يخاف الشعب أبداً طالما الجيش المصري موجود». وأضاف موجهاً حديثه إلى المصريين «لا تَدَعوا هذه الأحداث الإرهابية الغاشمة تؤثر فيكم أو في روحكم المعنوية، فنحن على الحق المبين». وتابع «أردتم الحرية والاستقرار وهذا لن يأتي بسهولة ولابد لكم من الثقة في الله وفي أنفسكم وفي جيشكم والشرطة المدنية، وبأننا قادرون على العبور بمصر نحو الاستقرار والأمن والتقدم». وكان السيسي الذي نشرت تصريحاته على الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري باسم القوات المسلحة، يتحدث بعد هجوم بعبوة يدوية الصنع على حافلة نقل عام في القاهرة أوقع خمسة جرحى، وهو أول اعتداء يستهدف مدنيين منذ عزل الجيش الرئيس محمد مرسي مطلع يوليو الماضي إثر تظاهرات شعبية طالبت برحيله. كما تأتي هذه التصريحات بعد يومين من تفجير مقر مديرية أمن الدقهلية في مدينة المنصورة بدلتا النيل الذي أوقع 15 قتيلاً معظمهم من رجال الشرطة. وكانت الحكومة المصرية، التي شنت حملة واسعة ضد جماعة الإخوان المسلمين منذ فض اعتصامي أنصار مرسي منتصف أغسطس الماضي، أعلنت الأربعاء جماعة الإخوان المسلمين «تنظيماً إرهابياً». وتتهم السلطات المصرية جماعة الإخوان بأنها على صلة بالتنظيمات الإسلامية المسلحة التي اتخذت من سيناء قاعدة لها، التي نفذت عدة عمليات ضد الجيش والشرطة أوقعت أكثر من 100 قتيل خلال الأشهر الستة الأخيرة. وفي سياق متصل، قررت النيابة العامة المصرية أمس حبس 18 من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيق بعد أن وجهت لهم تهمة «الانضمام إلى تنظيم إرهابي»، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية. وأكدت الوكالة أن الشرطة أوقفت سبعة من أعضاء الجماعة في الإسكندرية من بينهم مصطفى جمعة أمين نجل نائب المرشد العام للجماعة جمعة أمين المقيم حالياً في لندن، وأحالتهم إلى النيابة التي وجهت لهم هذا الاتهام. وأوضحت الوكالة أن النيابة العامة قررت كذلك حبس 11 من أعضاء الإخوان 15 يوماً على ذمة التحقيقات في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، في دلتا النيل، بتهمة «الانضمام إلى تنظيم إرهابي» موضحة أنه تم توقيفهم بعد اشتباكات في جامعة الزقازيق. وأضافت الوكالة إن الشرطة أوقفت أيضاً أمس في محافظة الشرقية 16 آخرين من أنصار جماعة الإخوان «متهمين بالانضمام إلى جماعة إرهابية وترويج أفكارها والتحريض على العنف». عدّت سفارة جمهورية مصر العربية في الرياض الموقف القوي الذي عبّرت عنه المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الأربعاء لدعم مصر في مواجهة الإرهاب، تأكيداً جديداً على الدعم الثابت الذي تقدمه المملكة لمصر في الظروف الاستثنائية التي تمر بها. وأكدت السفارة في بيان لها أمس أن هذا الموقف التاريخي ليس بغريب على المملكة وقيادتها، وهو لا يعد استثناء في تاريخ العلاقات الوثيقة ما بين الشعبين السعودي والمصري، خاصة في اللحظات الصعبة والفارقة. وأوضح البيان أن مصر قادرة بوعي ووحدة شعبها، وبدعم أشقائها العرب وفي مقدمتهم المملكة، على تجاوز الظروف الصعبة التي تواجهها، وأنها مصرة على استكمال مسارها الديموقراطي، وتطبيق خارطة الطريق التي تم الإعلان عنها عقب ثورة 30 يونيو، ذلك من خلال المضي قدما في الاستفتاء على الدستور، وما يلي ذلك من خطوات، وصولا إلى إكمال البناء الديموقراطي والدستوري. وشددت السفارة المصرية على أن التوافق الكبير في الرؤى ما بين المملكة ومصر، الذي تجلى في عديد من الملفات العربية والإقليمية، يعد ركيزة أساسية لمواجهة التحديات التي يتعرض لها الأمن العربي، كما يشكل حائط صد لإفشال المحاولات الرامية لبث الفوضى وزعزعة الاستقرار في المنطقة.