قالت حكومة جنوب السودان أمس الجمعة إنها مستعدة للحوار مع خصومها للحيلولة دون عودة الحرب، بينما سعى وزراء أفارقة للتوسط من أجل السلام في بلد لا يتجاوز عمره عامين، وقُتِلَ فيه المئات في اشتباكات هذا الأسبوع. واتهم الرئيس سلفا كير، وهو من قبيلة الدنكا، نائبه السابق ريك مشار، وهو من قبيلة النوير وأقيل في يوليو الماضي، بمحاولة الاستيلاء على السلطة بالقوة. واتسعت رقعة القتال الذي اندلعت شرارته يوم الأحد الماضي في العاصمة بسرعة وغذته الانقسامات العرقية. وقال كير إنه على استعداد للحوار، وأبلغ مشار إذاعة فرنسية أن الرئيس مستعد «للتفاوض على رحيله عن السلطة»، وأضاف أن الجيش قد يجبر كير على التنحي إذا لم يتقدم باستقالته. وقال وزير الخارجية، بارنابا ماريال بنجامين، إن «الرئيس كير كان يقول دوما إنه لا يريد لشعبه أن يعود للحرب مرة أخرى، لهذا السبب تتفاوض الحكومة مع كثير من جماعات الميليشيات». وقال وزير الخارجية الإثيوبي، توادروس أدهانوم، إن المحادثات التي أجريت بين كير والوسطاء الأفارقة تمضي بشكل جيد. وأقلق القتال الذي امتد إلى حقول النفط الحيوية الدول المجاورة التي تخشى زيادة عدم الاستقرار في المنطقة الهشة بالفعل. ويهدد القتال خطوات متعثرة بالفعل لإقامة مؤسسات فعالة في الدولة التي استقلت عن السودان عام 2011 بعد عقود من الصراع. وقال مسؤولون إن إنتاج النفط لم يتأثر حتى الآن، ويوفر إنتاج النفط الذي يبلغ نحو 245 ألف برميل يومياً الجزء الأكبر من إيرادات الدولة. ويصدر نفط جنوب السودان عبر خطوط أنابيب في السودان، وقال مصدرفي السودان أمس الأول، الخميس، إن الامدادات لم تتوقف. وسعى وزير الخارجية ومسؤولون آخرون إلى التهوين من شأن الخلافات العرقية وألقوا باللوم في القتال على الخلافات السياسية، لكن منذ أن امتد القتال خارج جوبا تحرك الولاءات العرقية الاشتباكات بشكل متزايد. وقال بنجامين «لدينا انقلاب عسكري بين أيدينا يسبب كثيرا من عدم الاستقرار في البلاد ويجري تصويره في مناطق معينة كما لو كان حربا عرقية عنصرية وهو أمر يجافي الحقيقة».