رفضت المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق، تأكيدات اللجنة الوطنية للمخابز، بأن تفاوت جودة الدقيق المستورد، يقف خلف رداءة المخبوزات، مشيرة إلى أنها حريصة على استيراد أجود أنواع الدقيق، وفق مواصفات فنية عالية، توفر العناصر الغذائية الكاملة في الخبز، وأرجعت أسباب رداءة بعض المخبوزات إلى تواضع خبرة الخباز في بعض المخابز. وعزا رئيس اللجنة الوطنية للمخابز في مجلس الغرف السعودية فهد السلمان، في تصريحاته ل «الشرق» يوم الثلاثاء الماضي، تردي بعض أنواع الخبز، إلى تفاوت في جودة الدقيق المستورد، مشيراً إلى أن «القمح المحلي يحتوي على عناصر غذائية متكاملة، بعكس الأنواع المستوردة». وفند المتحدث الرسمي للمؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق المهندس أحمد الفارس، تصريحات السلمان، وقال إن «المؤسسة تستورد القمح الخام من الخارج تطبيقاً لقرار مجلس الوزراء، بهدف ترشيد استهلاك المياه محلياً»، موضحاً أن «مواصفات القمح المستورد موحدة، وتعد من أعلى معايير الجودة، فيما يتعلق بنسبة البروتين والجلوتين ورقم السقوط». وتابع «لتحسين جودة الدقيق المنتج في المؤسسة، سواء من القمح المحلي أو المستورد، وثبات صفاته، تتم إضافة مواد محسنة وفيتامينات له بشكل دقيق وعلمي، ويتم إبلاغ لجنة المخابز بنوعيتها ونسب إضافتها»، مشيراً إلى أن «الخباز المتمرس لا يحتاج بعض هذه المحسنات لمعرفته بالتعامل مع نوعيات الدقيق المختلفة في جميع الظروف، أما الخباز صاحب الخبرة الضعيفة، فيحتاج بعض المحسنات لتغطية بعض عيوبه الفنية». ونفى الفارس، ما قاله السلمان إن المؤسسة تستورد قمحاً من روسيا، وقال: «هذا كلام غير صحيح، نظراً لأن مواصفات القمح المنتج في دول البحر الأسود ومن ضمنها روسيا، لا تتطابق مع مواصفات المؤسسة». وأضاف أن «مواصفات القمح المستورد وضعت بناء على متطلبات السوق من الدقيق، وتشترط المؤسسة أخذ عينات من القمح أثناء التحميل في ميناء التصدير، وتحليلها والتأكد من مطابقتها لشروط ومواصفات المؤسسة بواسطة شركات فحص ومعاينة محايدة ومعتمدة عالمياً، وتتأكد من ذلك بتحليل عينات مماثلة من شحنات القمح الواصل لموانئ المملكة في مختبرات المؤسسة، لضمان التأكد من مطابقتها للمواصفات المعتمدة». وأعلن الفارس أن «المؤسسة لا تكتفي بجودة منتجاتها فحسب، وإنما تقوم بجولات ميدانية للمخابز والمصانع من قبل المختصين لديها لاستطلاع آرائهم وملاحظاتهم، إضافة إلى أن أبوابها مفتوحة أمام الجميع في كافة مناطق المملكة»، مضيفاً أن «المؤسسة اكتشفت أثناء زيارتها لبعض المخابز في مناطق المملكة المختلفة، وجود ممارسات خاطئة وسلبيات لها تأثير مباشر وغير مباشر على جودة المخبوزات، منها افتقار عدد من الخبازين لأبجديات التعامل مع الدقيق وإعداد العجين المخصص للخبز، واستخدام مواد خام رديئة نتيجة لإعطاء الأولوية لسعرها على حساب الجودة العالية لها، وعدم ضبط وزن ووقت إضافة مكونات العجين التي تتم بشكل تقديري، وأحياناً بشكل عشوائي، بجانب أن ظروف التخزين غير الجيدة للمواد الخام خصوصاً الدقيق، وسوء الظروف الجوية المحيطة بعمليات إعداد العجين والخبز كارتفاع درجات الحرارة والرطوبة»، مضيفا أن «المؤسسة تلقت خطابات شكر من مخابز كبرى لجودة أنواع القمح المستورد». ودعا الفارس لجنة المخابز إلى زيارة مؤسسة الصوامع، وقال: «قدمنا الدعوة للسلمان، قبل نحو عام، لزيارة المؤسسة والاستفادة من ملاحظاته ومقترحاته حول الدقيق المنتج ولم نتلق رداً حتى اللحظة، ونكرر الدعوة اليوم للاطلاع عن كثب حول عمليات إنتاج الدقيق من القمح المستورد ومقارنته بالدقيق المنتج من القمح المحلي؛ للتأكد من عدم وجود أي تباين في جودة الدقيق المنتج الذي يتميز بأعلى معايير الجودة في هذا المجال.