تنتظر أربع مناطق في المملكة إنشاء أربع مدن طبية متطورة أسوة بمدينة الملك فهد الطبية في الرياض التي أنشأتها وزارة الصحة قبل عدة سنوات. وستعمل هذه المدن على تحسين الخدمات الطبية التي تقدمها الوزارة، وإنشاء خدمات أخرى ستؤدي إلى تقديم خدمات متميزة ظل المواطنون يطالبون بها لفترات طويلة. وستفتتح هذه المدن الطبية في كل من المنطقة الشرقية والشمالية والجنوبية ومكةالمكرمة. وأوضح وزير الصحة د. عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، أن الوزارة واصلت تقديم خدماتها الصحية الوقائية والعلاجية والإسعافية من خلال تشغيل وافتتاح (79) مشروعاً صحياً جديداً في كافة مناطق المملكة، حيث أضافت هذه الصروح (12163) سريراً، وذلك خلال الفترة من عام 1429ه حتى نهاية 1434ه، مشيراً إلى أن الوزارة تستعد حالياً لتجهيز مجموعة من المستشفيات التي تم الانتهاء من بنائها لافتتاحها هذا العام في عدد من مناطق ومحافظات المملكة، لتضيف ما مجموعه (7745) سريراً، منها (4749) سريراً جديداً و(3035) سرير إحلال. حيث تتضمن هذه المشاريع أبراجاً طبية ومستشفيات متخصصة للنساء والولادة والأطفال ومستشفيات للصحة النفسية، كما تم خلال العام الماضي 1434ه تشغيل (15) مستشفى أضافت (3450) سريراً في كافة مناطق المملكة. جاء ذلك خلال ترؤس الوزير مؤخراً الاجتماع الثاني للمجلس التنفيذي لوزارة الصحة لهذا العام 1435ه. من جهته، أوضح المتحدث الرسمي لوزارة الصحة د. خالد مرغلاني، أن الوزارة قامت بالتوسع في إنشاء المراكز الطبية المتخصصة، حيث يوجد لدى الوزارة حالياً (9) مراكز لجراحة وأمراض القلب، وجارٍ تنفيذ (3) مراكز أخرى، كما قامت الوزارة بتشغيل (4) مراكز لعلاج الأورام خلال الفترة 1430ه – 1434ه، وجارٍ تنفيذ (3) مراكز أخرى ليصبح إجمالي المراكز لعلاج الأورام (7) مراكز، وقال: نتيجة لهذه المؤشرات والجهود المبذولة، فقد انخفض معدل وفيات الأطفال «أقل من خمس سنوات» في المملكة من 44 حالة لكل ألف طفل عام 1990م إلى 12 حالة لكل ألف طفل عام 2012م، كما انخفض معدل وفيات الأطفال الرضع من 34 حالة لكل ألف مولود حي عام 1990م لتصل إلى 8 لكل ألف مولود حي عام 2012م، كما انخفض معدل الوفيات للأطفال حديثي الولادة من (20) عام 1990م لتصل إلى (5) لكل ألف مولود حي، فيما انخفض معدل وفيات الأمهات من 48 حالة لكل مائة ألف مولود حي عام 1990م لتصل إلى 14 حالة لكل مائة ألف مولود حي عام 2012م. وأضاف مرغلاني: كما قدمت الوزارة خدماتها العام الماضي 1434ه لأكثر من (66) مليون مراجع عبر مستشفياتها ومراكزها الصحية، حيث بلغ إجمالي عدد المستفيدين (11.4) مليون مراجع، فيما بلغ عدد المراجعين لمراكز الرعاية الصحية الأولية (55) مليون مراجع، كما قامت الوزارة بإجراء أكثر من 147مليون فحص مخبري وإشعاعي، وبلغ عدد المنومين في مرافق الوزارة ما يقارب مليون و700 ألف مريض، وأجرت الوزارة 450 ألف عملية جراحية، فيما بلغ عدد حالات الولادة 262 ألف ولادة. وعدَّد مرغلاني الإنجازات التي تحققت والبرامج التطويرية التي تم تنفيذها، مبتدئاً بالمشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة، وتمثل ذلك في 4 مشاريع رئيسة، وهي مشاريع مراكز الرعاية الصحية الأولية التي تعتبر أبرز ركائز المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة؛ حيث تم بناء وتجهيز (822) مركزاً خلال الثلاث سنوات الماضية، وجارٍ تشييد (93) مركزاً، وجارٍ الطرح والترسية وتأمين الأراضي المناسبة ل (756) مركزاً ليكون إجمالي عدد المراكز التي أُنشئ لها مبانٍ حكومية جديدة (1671) مركزاً، ويبلغ عدد زيارات المراجعين لهذه المراكز ما يقارب (55) مليون زيارة سنوياً، كما أن عدد مراكز الرعاية الأولية العاملة ارتفع من (1905) عام 1430ه إلى (2169) مركزاً عام 1434ه. وبنهاية الخطة سيكون إجمالي عدد المراكز (2750) مركزاً، لكن المرغلاني لم يوضح أن هذه المراكز الجديدة مستأجرة أم مملوكة للدولة. أما المستشفيات، فأوضح المرغلاني أنه تم تشغيل (79) مستشفى بسعة سريرية (12163) سريراً خلال الخمس سنوات الماضية، ومن المتوقع أن يصل إجمالي عدد الأسرَّة بنهاية الخطة عام 1440ه إلى (72525) سريراً. أما رابع المشاريع، فتحدث المرغلاني عن المدن الطبية مؤكداً أن الوزارة سباقة في تبني أسلوب تقديم الرعاية الصحية بالمستوى الرابع كأسلوب نوعي حديث يطبق في المملكة للمرة الأولى، حيث تبنت إكمال وإنشاء خمس مدن طبية لتضيف (6200) سرير مرجعي، حيث تضم هذه المدن حزمة من المستشفيات التخصصية ومراكز للأورام والأعصاب والعمليات المعقدة للقلب والعلاج الإشعاعي وزراعة الأعضاء والعيون وغيرها من التخصصات النادرة. وقال: تشمل المدن الطبية توسعة مدينة الملك فهد الطبية في الرياض لخدمة المناطق الوسطى، وإنشاء مدينة الملك عبدالله الطبية في مكةالمكرمة لخدمة المناطق الغربية، ومدينة الملك فيصل الطبية لخدمة المناطق الجنوبية، ومدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز لخدمة المناطق الشمالية، ومدينة الملك خالد الطبية لخدمة المنطقة الشرقية، حيث إنه جارٍ حالياً تنفيذ المدينتين الطبيتين في الشمالية والجنوبية، وسيتم قريباً ترسية المدينتين الطبيتين في مكةالمكرمةوالشرقية. وأشار الدكتور مرغلاني إلى أن الوزارة تبنت حزمة جديدة ومتنوعة من البرامج النوعية لتحسين الأداء الطبي، ومنها برنامج اعتماد المنشآت الطبية؛ حيث تم اعتماد (50) مستشفى من المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية «سباهي»، وجارٍ إخضاع (40) مستشفى أخرى، إضافة إلى اعتماد (15) مستشفى من هيئة اعتماد المستشفيات الأمريكية JCI وجارٍ إخضاع (21) مستشفى لنفس الاعتماد. وأشار المرغلاني إلى قيام الوزارة باستحداث برنامج المراجعة الإكلينيكية الذي يتم فيه متابعة (49) مؤشراً إكلينيكياً في (90) مستشفى، وبرنامج رصد الأخطاء الجسيمة، حيث يتم تسجيل وتحليل الأخطاء ووضع الطرق الكفيلة لعدم تكرارها، وغيرها من البرامج في كافة أقسام المسشفيات. وأوضح مرغلاني أن الوزارة تبنت حزمة نوعية من البرامج الخدمية الجديدة لمقابلة الطلب المتزايد على الخدمات، وهي: برنامج جراحة اليوم الواحد حيث استطاع البرنامج تحسين نسبة جراحة اليوم الواحد من 2% عام 1430ه إلى 42% عام 1434ه، وبرنامج الطب المنزلي لتوفير كل ما يحتاج إليه المريض من خدمات، حيث بلغ عدد المستفيدين من خدمات هذا البرنامج حتى الآن أكثر من (33.000) مريض منذ بداية البرنامج عام 1430ه، وبرنامج الطبيب الزائر حيث يتم استقطاب الكفاءات الفنية من أطباء استشاريين من داخل وخارج المملكة في مختلف التخصصات الدقيقة للعمل في المناطق والمحافظات الصحية، حيث بلغ عدد من تم استقطابهم منذ بدء البرنامج عام 1430ه (3025) طبيباً استشارياً، وكذلك برنامج شراء الخدمة من القطاع الخاص حيث يتم تحويل أي مريض لا يتوفر له السرير في مستشفيات الوزارة إلى القطاع الخاص، خاصة العناية المركزة للكبار والصغار وحديثي الولادة والطوارئ. وقال: بلغ إجمالي ما تم صرفه العام الماضي في هذا المسار (718) مليون ريال، إضافة إلى برنامج شراء خدمات غسيل الكلى من القطاع الخاص وبتكلفة بلغت ملياراً وتسعمائة مليون ريال، اعتباراً من هذا العام 1435ه. وأبان د. مرغلاني تبني الوزارة عدة برامج لتحسين الأداء الإداري من أبرزها: برنامج الإحالة الطبية الذي يهدف إلى تحويل الحالات المرضية بين مستشفيات المملكة إلكترونياً وبطريقة سريعة وواضحة. وقال: يعمل برنامج «إحالتي» الإلكتروني على تسهيل عملية تحويل المرضى المحتاجين للعلاج في المستشفيات التخصصية في أي مدينة داخل المملكة، موضحاً أنه تم تحويل (86587) حالة خلال العام المنصرم. أما الخدمة الثانية فهي مركز المعلومات، حيث أوضح مرغلاني أنه تم تفعيل خدمات مركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية، مشيراً إلى أنه يتم من خلاله تنفيذ برامج وحملات توعوية على مدار العام وتقديم المشورة الطبية والرد على الاستفسارات الصحية عبر الهاتف المجاني إضافة إلى استثمار وسائل التواصل الاجتماعي في تفعيل برامج التوعية الصحية وتعزيز الصحة. وبالنسبة للخدمة الثالثة خدمة (937)، وهي مركز اتصالات الطوارئ في الوزارة، موضحاً أنها تعمل على مدار الساعة 7/24 لخدمة المرضى وتقديم الخدمات الإسعافية. أما الخدمة الرابعة فجاءت تحت «المريض أولاً»، وقال مرغلاني: تم إنشاء إدارة علاقات وحقوق المرضى في كافة المستشفيات والمديريات الصحية لتكون حلقة الوصل بين الوزارة والمواطن، لتعزيز وتطوير عملية التواصل بينها وبين المستفيدين من خدماتها في كافة المنشآت الصحية التابعة لها. وأضاف: تمكنت الوزارة عبر برنامج علاقات وحقوق المرضى من المراقبة والتعرف على قياس مستوى رضا المرضى والمستفيدين إلكترونياً في (100) مستشفى، كما وفرت الوزارة خدمة «صوت المواطن» عبر موقعها الإلكتروني لتلقي شكاوى ومقترحات المرضى والمستفيدين من خدمات الوزارة، وأيضاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي «تويتر، فيسبوك…». وتحدث مرغلاني عن الاهتمام بالصحة العامة والوقاية، مشيراً إلى أن الوزارة قامت بإنشاء وكالة للصحة العامة تهتم بالبرامج الوقائية ومكافحة الأمراض الوراثية غير المعدية والأمراض المعدية. وقال: تضم وكالة مساعدة للصحة الوقائية وأخرى للرعاية الصحية الأولية، كما قامت بتنفيذ (37) برنامجاً صحياً، منها برنامج مكافحة التدخين، وبرنامج الزواج الصحي، وبرنامج التحصينات الوطني، وبرنامج مكافحة الإيدز، وبرنامج الوقاية من السكري، وغيرها. وأشار مرغلاني إلى أن عدد الأمراض المستهدفة بلقاحات التحصين الموسع بالمملكة في عام 1434ه، 24 مرضاً، بتكلفة تفوق نصف مليار ريال سنوياً مقارنة ب 5 أمراض في عام 1399ه، كما بلغت نسبة التحصين 98% للقاحات الأساسية، ما أدى إلى الانخفاض الكبير في معدلات الأمراض المستهدفة بهذا البرنامج، خاصة أن الوزارة تولي برنامج التحصين كل اهتمام منذ انطلاقته في عام 1399ه (1979م) بربط شهادة الميلاد لذوي الأطفال بإكمال الجرعات الأساسية من لقاحات الأمراض المستهدفة بالتحصين. مضيفاً إن المملكة دخلت مرحلة إزالة الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف، حيث أطلقت الوزارة حملة للتطعيم الشامل ضدها للفئة العمرية 9 أشهر- 24 سنة خلال الفترة من 1432ه – 1434ه، وسيستمر هذا الإجراء في السنوات المقبلة. وبين المرغلاني أن الوزارة أولت تأهيل وتطوير القوى العاملة اهتماماً بالغاً، حيث زاد عدد مبتعثي وزارة الصحة إلى الخارج من (1049) مبتعثاً عام 1431ه إلى (1189) مبتعثاً عام 1434ه. كما تم تخصيص (2500) مقعد من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي بواقع (500) مبتعث سنوياً، كما زاد عدد الإيفاد الداخلي من (1852) موظفاً عام 1431ه إلى (3892) موظفاً عام 1434ه. وأوضح د. مرغلاني أن الوزارة تنفذ عدداً من برامج الصحة الإلكترونية من خلال تقنية المعلومات والصحة الإلكترونية، ومنها إدخال نظام المعلومات الصحية (HIS) في كافة المستشفيات ونظام الأرشفة الإلكترونية لصور الأشعة (PACS) واستخدام تقنيات الحوسبة السحابية (CLOUDCOMPUTING)، ونظام مراقبة الأوبئة «حصن»، ونظام فحص ما قبل الزواج، ونظام حماية حديثي الولادة، والنظام الإلكتروني لمراقبة السموم، والنظام الإلكتروني للطب الاتصالي. كما انتهت الوزارة من ربط معظم مستشفيات الوزارة بنظام إلكتروني لتسجيل ومتابعة الأحداث الطبية الجسيمة التي تحدث في المستشفيات خلال 48 ساعة بحد أقصى. وقال: سيتم العمل على ربط مستشفيات القطاع الخاص خلال الفترة المقبلة، كما تم الانتهاء من تصميم نظام موحد للاتصالات متعددة الوسائط ليسمح للمستخدم باستقبال الرسائل الصوتية والمرئية الواردة والفاكس على بريده الإلكتروني أو هاتفه، وسيتم ربط 150 ألف موظف من منسوبي الوزارة في المرحلة الأولى. وذكر د. مرغلاني أن الوزارة قامت بتطوير مراكز معلومات الأدوية والسموم وتزويدها بالبرامج المعتمدة عالمياً لمواكبة التطور في الخدمات الصحية، حيث تم تزويد هذه المراكز ببرنامج (Micromedex)، كما تم إعداد مشروع لتطوير الخدمات الصيدلانية بإعداد التغذية الوريدية والمحاليل بأعلى المعايير وبمأمونية عالية. كما بدأ العمل في إنشاء عدد 29 مستودعاً في المرحلة الأولى، وسيتم إنشاء 100 مستودع في المرحلة الثانية. كما ارتفعت ميزانية التموين الطبي من مليارين و800 مليون عام 1430ه إلى 4 مليارات و850 مليون ريال عام 1434ه، وتم تطوير دليل الأدوية كمّاً ونوعاً، حيث زاد عدد الأدوية من (800) بند إلى (1200) بند عام 1434ه.