يجتاح القطاعين الخاص والحكومي الورمُ المهني الذي يُلهب العمل بالمضايقات المباشرة واللامباشرة، فالأورام تتمتع بنفاق حاذق، فبعضها حميد والآخر خبيث. الأورام الحميدة هم أولئك الأشخاص الذين يتمتعون بأخلاق عمل وحشية يهشمون صباحهم بعبارات جارحة وصوت مرتفع وينهون يومهم بهمزات ولمزات على الآخرين ويرتحلون! الأورام الخبيثة هم أولئك الأشخاص الذين يتجردون من أخلاق العمل والإنسانية، فيتكون لنا صهريج ربما يودي بحياة كثيرين المهنية. ينشرون الفتن، يتناقلون الأخبار السيئة، يختلقون الإفتراءات، يقللون من شأن الآخرين، يظلمون، يبطشون، وفي الختام ينادون بالجدية في العمل والتعاون والإخاء. عفواً أيها…! ألم يكفِك انتشاراً في القطاعات! وإلهاب المكان وقلقلة المكاتب وحفر خنادق الفتنة بينهم وبين الآخرين، والأكثر اشمئزازاً أن تكون مديراً، أو ذا منصب، أو لك باع مديد، وتسابق موظفيك بدل دعمهم وسلب حقوقهم بدل تحقيقها. تستعرض بالخبرة العميقة في مجالات عديدة، والذكاء المهني النادر الذي جعلك تستحقر الطاقات الشبابية وأفكارهم الإبداعية وإهلاك أرواحهم المعنوية بكل شراسة، حتى يحتضروا باستقالات كاللؤلؤ المنثور فراراً من سجن التحطيم والتحقير.. بربكم، ماذا تفعلون؟! حينما يكون بيدك قرار تمتزجه واسطة تتجاوز بها القوانين والبنود لأجل فلان ولأنه ابن فلان!! في المقابل، هناك من تنطبق عليه تلك الشروط ولكن تم تجاهله لأجل فلان وابن فلان!! طوق الأسئلة…!! - طالب خريج في القسم الأدبي يُصبح طبيباً؟! - قبول عائلة في جامعة واحدة من مراسلة إلى دكتورة؟! - أكثر من مائة كرسي شاغر في الجامعات، ولكن لا يوجد قبول بسبب أنها لأبناء المحسوبية؟! - اللعب بسلم الرواتب حسب الرغبة والخلفية الاجتماعية؟! - طرح 152 وظيفة والمتقدمون 3000 شخص، وتم قبول الكادر قبل هذا الإجراء الروتيني بكثير؟! وقاعدتهم (شغل أبوبلاش كثر منه) وضحية هذه القاعدة المتطوعون الذين لا يسمعون كلمة (شكراً). اسمح لي أن أشخِّص حالتك عزيزي…!! إنك تعاني من سلطة وهمية ربما أخذتك لداء العظمة الذي نسمع به، أعمت قلبك قبل بصيرتك، جعلتك تتخبط في المكاتب كالثمل الذي لا يعلم ماذا يقول، فكل شيء مكتوب، وصغار هذه الأورام المنتشرون يُظهرون الإخاء والمحبة ويستقصدون تحقيرنا في مواقف كثيرة، فالحقيقة أنهم يحتقرون أنفسهم بدناءة تصرفاتهم التي لا يمارسها سوى أمثالهم.. بربكم، ماذا تفعلون؟! تسقطون وترفعون، تمنعون وتفعلون، تحرمون وتحللون، تصومون وتكذبون، والأشد ألماً تفسدون وتستمرون، ولا يوجد بينكم لا آمر بالمعروف ولا ناهٍ عن المنكر، وبكل فخر لا ذمة ولا ضمير، وفي الختام يقولون ما لا يفعلون. أقترح أن يُضاف الفحص النفسي مع قائمة التحاليل والفحوصات لأن بيئة العمل تشهد أوراماً خبيثة نفسية تغلغلت مع العمر المهني الذي لم يُعالج هذه الحالات التي بدأت تسرطن 40% من بيئة العمل الخاصة والحكومية، فالأرزاق والفرص معلقة بأيدي أورام لا يهمها سوى ذاتها بعيداً عن مصلحة الجميع، والقرارت كالأموال لا تُعطى لسفهيه، هذا تشخيص الحالة، وعلاجها مهمة مكتب العمل والوزارات المتزايدة للبدء في العلاج الكيماوي لتتبقى لطموح الشباب حياة وإن كانت قصيرة.