عام 2014م سيشهد تحولات كبرى في صناعة السياحة الوطنية، بهذه العبارة أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، الأمير سلطان بن سلمان، أن مرحلة التخطيط انقضت للبدء في مرحلة المشاريع، بعد أن أصبح المواطن مقبلا على السياحة الوطنية وتطويرها، وأثبتت الهيئة جاهزيتها في إدارة السياحة وتطوير قطاعاتها. وأوضح رئيس الهيئة أن قطاع السياحة يحظى بدعم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، مثمناً دعم وتعاون عديد من الوزارات وإمارات المناطق وأماناتها في إطلاق مبادرات التطوير السياحي وبرامجه. وقال خلال كلمته في اللقاء السنوي للهيئة الذي عقدته الخميس الماضي في قصر الثقافة في الرياض: كنا في البداية كمن يمشي في عربة بطيئة، والآن كمن انطلق بقطار سريع يجر عربات معه، فالقطار هو الهيئة والعربات هم الشركاء والمجتمعات المحلية التي بدأنا في تأهيل مواقعهم، ولابد أن نكون جديرين بتحقيق تطلعاتهم خاصة أننا بذلنا جهدا كبيرا في رفع الوعي وحشد الجهد للاهتمام بالمواقع التراثية والسياحية وتأهيلها. وعبَّر عن أسفه حول عدم معرفة كثير من المواطنين بلادهم التي كرمها الله بأن جعلها قبلة المسلمين، وميزها بحضارة ضاربة في التاريخ، مشيراً إلى أن اكتشافات الهيئة الأثرية تؤكد ذلك يوماً بعد يوم. وقال إن المواطن اليوم أصبح جاهزاً ومرحباً بتطوير السياحة والتراث الوطنيين، ويشهد بذلك الإقبال على السياحة الداخلية والمطالبات المختلفة بتنمية هذا القطاع. ونوه رئيس الهيئة في كلمته، بأهمية مبادرة عسير «وجهة سياحية رئيسة على مدار العام»، التي أطلقت الأربعاء الماضي، وتبنتها الهيئة مع إمارة المنطقة وعدة شركاء، مشيراً إلى أن هذه المبادرة وطنية وستشمل المناطق الأخرى، وستكون نموذجاً للتطبيق، مشددا على أن نجاح المبادرة مرهون بتعاون أهالي المنطقة ومساهماتهم فيها وحرصهم على تطور السياحة في منطقتهم، ولا ينبغي تحميل كل المسؤولية على الدولة منفردة في مثل هذه المشاريع الوطنية الكبيرة. وقال إن احتفاء أهالي قرية ذي عين التراثية في الباحة بمشروع تطوير قريتهم، الذي أطلق مؤخراً، يعكس حرصهم على عودة الحياة لمواقعهم التاريخية التي شهدت جزءاً من تاريخ هذا الوطن وملحمة تأسيسه، مشيراً إلى أن مساهمة أهالي ذي عين في تطوير قريتهم وحرصهم على تأهيلها وفتحها للزوار تجسد ارتفاع الوعي في كافة مناطق المملكة بأهمية المواقع التراثية التي تشكل سجلا حيا لمساهمة الأجداد في كل شبر من هذا الوطن وفي تأسيس هذا الكيان ووحدته الوطنية التي بناها المواطنون بمختلف أسرهم ومواقعهم، لافتا إلى أن تطوير القرية يأتي ضمن اهتمامات الهيئة بالمحافظة على القرى والمباني التراثية وترميمها وتطويرها وتحويلها إلى مواقع جذب سياحي. وكان اللقاء السنوي قد بدأ باستعراض عدد من مسؤولي الهيئة، أداء العمل فيها خلال العام المنصرم وخطط العام الجديد، وجرى تكريم الجهات الحكومية التي تميزت في شراكتها مع الهيئة، وبعض أصحاب المبادرات الفردية في مجالي السياحة والآثار، كما تم تكريم منسوبي الهيئة المميزين والإدارات المتميزة. وأقيم اللقاء برعاية رئيس الهيئة، وتشريف أمير منطقة الرياض، رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة، خالد بن بندر (ضيف اللقاء)، ورئيس هيئة الهلال الأحمر، الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز. وأوضح عدد من المكرَّمين خلال اللقاء، أن الشراكة بين القطاع العام والخاص طريق النهوض بقطاع السياحة، مشيدين بالدور الذي تلعبه الهيئة في دعم السياحة والتراث الوطني، موضحين أن ذلك أصبح مطلبا اقتصاديا وواجبا وطنيا، مطالبين بضرورة تكاتف الجهود من قبل المواطنين والجهات الحكومية والقطاع الخاص للارتقاء بقطاع السياحة في المملكة. وقال المهندس عبدالله المقبل، إن ما قام به رئيس الهيئة من جهود لدعم السياحة والتراث الوطني يمثل واجباً وطنياً يتحمله كل مسؤول لدعم السياحة المحلية ومساندة برامجها ونشاطاتها المختلفة، لاسيما وأن الهيئة حفزت المسؤولين لهذا الدعم من خلال اعتمادها على نهج الشراكة مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية. وأعرب عن سعادته بهذا التكريم واعتزازه به، مشيرا إلى أن ما قدمه من جهود لدعم الهيئة سيستمر، خاصة وأنه تم بدء العمل المشترك في عدد من البرامج في مجالات السياحة والتراث الوطني. وأشاد أمين جدة، المهندس هاني أبو راس، بالشراكة بين الهيئة والأمانة، التي أثمرت عن عديد من المشاريع والبرامج والفعاليات الناجحة والمميزة. كما نوه بما تقوم به الهيئة ورئيسها من جهود لدعم السياحة الداخلية وحماية التراث الوطني واستثماره، مؤكدا دعم الأمانة المستمر لهذه الجهود. من جانبه، عدَّ أمين محافظة الأحساء، عضو مجلس التنمية السياحية في المحافظة، المهندس عادل الملحم، أن التكريم يعد دافعاً لمزيد من الجهد والعمل في سبيل تقوية الشراكة بين أمانة الأحساء وهيئة السياحة، مشيراً إلى أن التعاون بين الجهتين ممتد منذ سنوات عديدة، وأوضح أنه لمس خلالها بصمة رئيس الهيئة في تحويل مفهوم المجتمع تجاه التراث والسياحة من ثقافة غير مهتمة بهما إلى ثقافة وأشخاص مهتمين بقوة بالتراث والسياحة، على الرغم من مواجهته تحديات وصعوبات، إلا أنه تمكن أن يلم شمل الوطن في قطاع التراث والسياحة. وقال: أثمرت شراكة وتعاون أمانة الأحساء مع الهيئة في إعادة عشرين موقعا تراثيا سياحيا خلال الفترة الماضية. أما رئيس بلدية أملج، المهندس محمد العطوي، فأشاد بما تقوم به الهيئة من خطوات تفاعلية مع البلديات بوجه عام، مشيراً إلى أن التكريم جاء نظير مساهمته بتهيئة البلدة القديمة بأملج، واعتماد وترسية سوق تراثي بأملج وفق رؤية هيئة السياحة. وقال إن هيئة السياحة تعاونت مع بلدية أملج في مشروع المراسي السياحية، لافتاً إلى أن المستقبل سيشهد مزيداً من المشاريع التي تخدم المواطن في أملج، خاصة في ظل التعاون مع الهيئة في تطوير الواجهات البحرية.