يعمل خالد المسيند حالياً رئيساً لشعبة الإنتاج في جمعية المنتجين والموزعين السعوديين، وعضواً في اتحاد المنتجين الخليجيين، وهو إعلامي ومنتج سعودي من الذين أخذوا على عاتقهم تطوير الدراما التلفزيونية السعودية منذ سنوات طويلة. وفي حواره مع «الشرق» مزيد: ألم يحن الوقت ليأخذ المبدعون حقهم في الدراما التلفزيونية؟ أنا معك في ذلك، لكن التقصير يأتي أحياناً من المبدع نفسه، فهو يجلس حبيس البيت، ويريد من الشركات أن تأتي إليه. هذا غير صحيح، فعلى المبدع أن يتحرك ويطرق الأبواب. ظاهرة «الممثل المنتج» لدينا ألحقت ضرراً كبيراً بالدراما، وحرمت كثيراً من المواهب من الظهور في الساحة؟ نعم .. فمعظم الشركات الموجودة حالياً تعود لأصحابها، وهم في الأغلب ممثلون، وفي طبيعة الحال الممثل، أو الكاتب، إذا أراد أن يعمل عملاً سوف يقدم نفسه أولاً. وما الطريقة لكي تكسب الساحة وجوهاً جديدة، بدلاً من استمرار ظاهرة النجم الأوحد؟ أعتقد أن النجم الأوحد سوف ينتهي في الفترة المقبلة. ماذا بعد توقف طاش؟ لسنوات طويلة، عمل عبدالله وناصر يداً بيد في «طاش ما طاش»، وسوف يجد كل منهما صعوبة في الخروج من «عباءته». والسؤال إذا عملا منفردين، هل سوف يبدعان مثلما كان مع بعضهما؟ لا نستطيع تقييم هذا الأمر حالياً، ولا الجمهور يستطيع ذلك، إلا بعد قيام هذه التجربة فعلياً على أرض الواقع. وأحياناً يأتيني بعض الفنانين، وأنا لي تجربة أكثر من 22 سنة في الإنتاج في مؤسسة «جديرة»، وهم يفكرون بشكل مختلف، وحتى عندما أتفاوض معهم، أو أتحدث معهم، أشعر أن الذي يتكلم ناصر وعبدالله. «طاش ما طاش» مدرسة خرجت نجوماً، لكن الجميع يريد أن يصبح مثل عبدالله وناصر، وهذا مستحيل. في فترة من الفترات اختزلتُ الدراما السعودية في «طاش»، والتركيز انصب على عبدالله وناصر. أليس في ذلك ظلم للآخرين؟ الممثل الذي ينظر إلى تجربة ناصر وعبدالله فقط لا يستطيع أن يبدع. طاش وصل إلى الجمهور العربي، وأصبح هدف كل ممثل الوصول للعربية من خلال طاش. والمسلسل من وجهة نظري هو فقط عبدالله وناصر، وبقية المشاركين لا دور لهم، فالناس كانت تشاهده من أجل ناصر وعبدالله. ص وبحكم الخبرة، والتجربة، ماذا تظن؟ وهل سينجحان أم لا؟ ثقتي بهما كبيرة، وسينجحان، ولكن بطريقة مختلفة. نتحدث عن أول عمل أنتجته جديرة؟ أول عمل لي كان في مسلسل مع الفنان سعد خضر، واسمه «اليتيم»، في عام 1988، ثم شاركت في عدد كبير من الأعمال على مستوى العالم العربي، في 35 مسلسلاً مصرياً، و15 عملاً سورياً، وعشرة أعمال أردنية. حدثنا عن تجربتك مع الفنان المرحوم الممثل محمد العلي. أنتجنا له مسلسل «الوهم»، ومسلسل «طعم الأيام». وكان رحمه الله «مبسوطاً» من التجربة، ويقول أنا أحضر كممثل فقط، وأستمتع، وليس لي علاقة بالإنتاج. كنا نهيئ له الأجواء لكي يعمل بأريحية، والحمد الله نجح العملان. مسلسل «دمعة عمر» حقق نجاحاً كبيراً، وقدم وجوهاً شابة للساحة السعودية والخليجية. فهل تتكرر تجربة دمعة عمر؟ لدينا الآن عمل تراجيدي نطبخه على نار هادئة للكاتبة لمياء زيادي. هل هنالك عمل يصور الآن في الرياض تنتجه جديرة لصالح mbc؟ لا، غير صحيح، ولكن لدينا عمل جديد للفنان «محمد الطويان». وما مدى رضاك عن عمل «ملف علاقي»، الذي أنتجتموه لصالح روتانا رمضان الماضي؟ عمل كوميدي خفيف لقي صدى طيباً. وما الجديد بالنسبة للتلفزيون السعودي؟ قدمنا عملاً لرمضان المقبل «من جرف الدحديرة» في ثلاثين حلقة، وكل حلقة نصف ساعة، من تأليف الكاتب سليمان المنديل. وأقول للحقيقة إن التلفزيون السعودي يتأخر في الموافقات للمنتجين، وبالتالي فالمنتج يقدم عملاً دون المستوى تحت ضغط عامل الوقت. ولماذا دون المستوى؟ في السنتين الماضيتين كان التلفزيون يعمِّد المنتجين قبل وقت غير كافٍ. وعني، لا يمكن أن أعمد قبل رمضان بثلاثة أشهر وأقبل، وقد حصل لي ذلك مع محطة عربية، حيث قدمت لهم عملاً وحصلت على موافقتهم قبل شهرين ونصف، لكنني رفضت وطلبت التأجيل إلى ما بعد رمضان، فاتصلوا بي وشكروني واحترموا رأيي، فنحن في «جديرة» نحاول أن نحافظ على أسمائنا. ماذا عن جمعية المنتجين والموزعين السعوديين؟ لاسيما وأن أمين عام الجمعية، الممثل حسن عسيري، تحدث قبل فترة، وطالب الدولة أن تدعم الإنتاج التلفزيوني كما تدعم أي سلعة أخرى. لدينا متحدث رسمي هو المخول بالحديث عن الجمعية، فلست مخولاً بالحدث إلا فيما يخص الإنتاج، فأنا رئيس شعبة الإنتاج، والحقيقة أن وزارة الإعلام ساعدتنا في أمور كثيرة، ومنحتنا بعض الصلاحيات. وعندنا لا يمكن أن تأخذ كل شيء في وقت واحد. هل تواجهكم عوائق، وما أهم إنجازات الجمعية؟ عدم وجود بعض الأعضاء في الرياض يؤخر بعض الاجتماعات الدورية، لكننا نتغلب على ذلك بالتواصل فيما بيننا. وكل شهرين يحصل اجتماع بكامل أعضاء مجلس الإدارة الموجودين في الرياض، ونجتمع سوياً ثلاثة أيام في الأسبوع. وأنجزنا كثيراً من القرارات في الجانب المرئي والصوتي، وسوف يراها الجميع قريباً.