تقدم شواطئ الجبيل المتاحة للتنزّه سجلاً سيئاً لسوء تعامل المتنزّهين مع البيئة. وتسرد العلب البلاستيكية والأكياس والنفايات الصلبة الأخرى قائمة طويلة من الاستهتار البيئيّ الذي يختتم به المتنزّهون أوقاتهم الممتعة. وعلى امتداد كثير من شواطئ المحافظة، تتراكم النفايات المُضرّة بالبيئة وعلى نحو يُظهر تقادم وجود مشكلة خارجة عن الرقابة. ومع انتشار المشكلة؛ لم تجد بعض الشركات العاملة في الجبيل الصناعية إلا تنظيم أعمال تطوعية لتنظيف الشواطئ الملوّثة. ونهار أمس الخميس أنهت الشركة السعودية للحديد والصلب «حديد» ثلاث حملات تنظيف بدأت 28 أكتوبر وشملت ميناء صيد الأسماك وجزيرة أبوعلي وشاطئ مردومة. وشارك في الحملات نحو ألف من موظفي الشركة السعوديين بالتناوب. بدأت المرحلة الأولى بتنظيف ميناء الصيد وإعادة تأهيل بعض مرافق الميناء، وأزال المتطوعون عشرات الأطنان من النفايات الملوثة للبيئة، ومخلفات السفن المهملة على الشاطئ منذ سنين. وتضمَّنت الحملة تنظيف مرسى السفن وتنظيف مياه البحر، حيث تمت إزالة نفايات متراكمة في الميناء الذي يُعد مركزاً كبيراً لصيد وإنتاج الأسماك التي تغذي محافظات الشرقية والرياض ودول الخليج بأنواع مميزة من الأسماك التي تُشتهر بها الجبيل منذ مئات السنين، التي تنعم بثروة سمكية هائلة. ونفّذت الحملة باستخدام معدات وآليات متنوعة وقوارب ورفعت مخلفات سفن من شباك صيد، وحبال غليظة تقدر أطوالها بمئات المترات عالقة في جوف البحر، وبين الصخور على الشاطئ، وأسلاك، وخراطيم، وأنابيب، وأخشاب، ومجاديف، وإطارات، وعلب زيوت بلاستيكية مختلفة الأحجام، وطافحات، وأكياس ومعدات ضخمة مختلفة، وأقنية بلاستيكية ومعدنية وزجاجية، وأسماك نافقة، وغيرها من النفايات على سطح وجوف البحر. وفي المرحلتين الثانية والثالثة تم تنظيف جزيرة أبوعلي (10 كلم2)، وشاطئ مردومة، واستمرت في ذلك حتى أمس الخميس.