تعالوا نتذكر معاركنا ضد الجديد على مر تاريخنا الوطني، بدءا من معارضة استخدام اللاسلكي بحجة أنه من صنع الكفار تارة وأنه من أعمال السحر تارة أخرى (جهاز لم يكن بالإمكان استيعاب فوائده يتم محاربته من قبل الرافضون لأي جديد)، مرورا بمعارضة تعليم الفتاة والضجة التي حسمت في وقتها بعدم الالتفات لما من سبيله تعطيل محو أمية وجهل نصف المجتمع، ثم تلا ذلك معارضة التلفزيون ووصم كل من يقتنيه أو يشاهده بالزندقة، وبعدها معارضة البث الفضائي لدرجة أصبحت كل خطب الجمعة تدور في اغلبها حول الدش وتفسيق من يقتنيه، ثم المعارضة الشعواء لأجهزة الجوال ذات الكاميرا حتى وصل الأمر إلى أنها كانت تصادر وتطمس كاميراتها، وقبلها كان التحذير من الإنترنت وعده من البلاء العظيم. كل المعارك السابقة كانت تتسم بالمجابهة العنيفة في البداية، ثم تقبل الأمر بعد ذلك والتسليم وتطويع الجديد محل المعارضة إلى خانة الوسط، كان الأمر يبدو في نهايته هزيمة واستسلام، جهاز اللاسلكي أصبح الآن له وزارة وعدة شركات كبرى، تعليم الفتاة أضحى فيما بعد امتداد تيار المعارضة هو من يرعاه ويديره، التلفزيون والبث الفضائي طوع ليساهم في الدعوة وأصبح فوق منازل أولئك الخطباء الذين اتهموا بالدياثة كل من يفعل ذلك، جوالات الكاميرا وتطبيقاتها تستخدم في نشر الدعوة وأصبح كثير ممن حذروا من الإنترنت يملكون مواقع ومعرفات للتواصل الاجتماعي. الخلاصة لماذا يستميت أولئك في المعارضة ثم يتقبلوا الأمر ليبدوا أمام المتلقي غير صادقين ولا جادين ثم في النهاية ينجرون كالمهزومين، ألم يكن من الأحرى السير مع تيار الجديد منذ البداية بدلا من التصادم، أخيرا هل بعد مائة سنة ستنظر الأجيال القادمة لمعارضة قيادة المرأة للسيارة كنظرتنا الآن لتحريم اللاسلكي؟