استطاعت عائلة بدوية قادمة من صحراء الحدود الشمالية أن تنجح في تطبيق برنامج حياة الواقع ضمن فعاليات قطين البادية بمهرجان الصحراء الدولي الخامس الذي اختتمت فعالياته الخامسة أمس الخميس. وعاشت العائلة المكونة من خمس أفراد عشرة أيام بداخل البيت يعرضون حياتهم الحقيقية على زوار المهرجان بعد أن نصبوا بيت الشعر في وسط فعاليات السوق الشعبي وقد ضم البيت محاجر وشداد وعدول ومزاود وصميل ونحو وتنور وصاج. وأكد مدير الفعاليات في مهرجان الصحراء وصاحب الفكرة ماجد الجبرين ل ( الشرق) إن الفعالية جديدة وكنت قد طرحتها في السابق وقد قمنا في هذا المهرجان بتطبيقها وأشار إلى أن الفعاليات أشبه بتلفزيون الواقع تشرح للزوار بعرض حي كيفية حياة أهالي البادية وكيفية تعاملهم مع الصحراء وحياتهم اليومية فيها، مثل طريقة الطبخ والشرب والأكل، والأدوات التي تستخدم في الطبخ وكيفية حلب المواشي، كما شمل العرض طريقة استخراج الماء من البئر وسقي المواشي وكذلك الحداء على البئر، وطريقة تجهيز الخبز على الصاج بالطريقة القديمة وحلب المواشي وتجهيز الألبان والزبد، مؤكداً أنه سيتم عرض زفاف المرأة البدوية سابقاً على الإبل، حيث تزف لبيت زوجها بمشاركة ثلاث عوائل موزعة على ثلاثة بيوت من الشعر. وقال حواس الراشد أنه قدم مع عائلته من الصحراء القريبة من محافظة رفحاء بعد أن عرض عليه المشاركة من قبل المنظم، وبين أنه قضى مع عائلته في بيت الشعر وسط الفعاليات عشرة أيام، ولا ننام إلا بعد خروج الزوار ونصحو صباحا قبل دخولهم. وشدد في حديثه ل ( الشرق) أنه لم يتكلف في التطبيق الواقعي، وقد أغرته التجربة لتكرارها في مهرجانات مقبلة. ونوه إلى أنه يستيقظ مع أذان الفجر ويوقد النار ويجهز القهوة، بينما تجهز زوجته وجبة الفطور الذي يتكون من خبز على الصاج ودهن بري. وقال الراشد حرصنا على أن يكون معظمه من منتجاتنا، وأضاف: بعد شروق الشمس يبدأ يتوافد علينا المنظمون والزوار للإفطار، ونوه على أن الزوار الذين يشاركوه وجباته لا يتقاضى منهم أي مبالغ وقال «رفضت ذلك». وقال الراشد: مع تكامل وصول الزوار بقيام زوجتي بجلب الماء وترتيب البيت والاعتناء بالماشية وحلبها، حتى فترة الغداء حيث تقوم زوجتي أمام الزوار بتجهيزه، وهو عبارة عن أرز عليه دهن تم استخراجه من شحم اللحم يعرف محليا ( ودقك) والغداء يجتذب الزوار وسط اندهاش منهم واستغراب، ويشاركوننا أيضا وجبتنا. وفي المساء نعرض لهم حياة البدو ليلا بطريقة بناء البيت الشعر ليلا وتجهيزه للنوم. وفي معرض إجابته عن كيف عاش خلال الأيام الماضية في ظل الأجواء الباردة التي عاشتها حائل قال إنه معتاد على مثل هذه الأجواء في الشمال وأكد أن منظمي المهرجان وفروا له وسائل تدفئة. واختتم المرشد حديثه ل «الشرق» إن هذه المشاركة أسهمت بشكل كبير في توفير مردود مادي جيد فاق توقعاته بعدما باعت زوجته مشغولات يدوية قامت بإنتاجها بمبالغ حسنت من وضعهما المالي، وقال إنّ نجاح هذه المشاركة شجعني على تكرار المشاركات في المهرجانات المقبلة. من جهته أبدى عدد من الزور اندهاشهم من الفعاليات طالبين المنظمين بإدراجها في جميع المهرجانات القادمة. وبين أحد المنظمين ل ( الشرق) أن أحد الزوار من جنسية غربية طلب التواصل مع العائلة حتى يتمكن من قضاء إجازة قصيرة معهم بسكنهم وسط الصحراء. مرشد رب الأسرة مع ماجد الجبرين والزميل الرمالي (الشرق)