في الوقت الذي يطالب فيه أهالي الدحلة بتنفيذ الدوار المعتمد منذ أربع سنوات على مدخل البلدة، وصيانة الطرق الداخلية وترصيفها وإنارتها لسوء العمل البلدي في أقدم بلدة بمحافظة البدائع، يتهمون البلدية بتأخير المخطط السكني المعتمد، مؤكدين أنها تُوجد المعارضات لاعتماده بأراضٍ للسكان، بعضها تم حل الاعتراضات، مشيرين إلى أن الهدف من ذلك هو مساومة الأهالي على تنفيذه وتأخيره لفترة طويلة من الزمن حتى تم تسليمه لوزارة الإسكان. «الشرق» وقفت على معاناة الأهالي وجالت في البلدة وخرجت بالتحقيق التالي: في البداية بيَّن سعد بن عايد المطيري بعضاً مما وقع عليه من البلدية، حيث أن أرضه مسحت من قبل لجنة التعديات دون علمه، وكان بها مكبس للحديد وثلاثة (بساتم) هيدروليك وكابلات تقدر بمبلغ إجمالي يفوق ال 200 ألف ريال صودرت من قبل لجنة التعديات ومعاملتها تدور في إمارة القصيم. وأنشأ مشروعاً لم يكتمل منذ ثلاث سنوات. وأوضح ذياب بن فهم ما تعاني منه البلدة من سوء التخطيط والتصريف، مشيراً إلى أن المياه تتجمع أمام منزله وتدخل إليه بعض الأحيان، وإن كانت رشات بسيطة لأن الشوارع المحيطة به مرصوفة بطريقة بحيث تنساب إلى منزله. وتمنى يوسف رشيد من البلدية توفير متنزهات للشباب، مؤكداً أنهم فئة يحتاجون إلى مرافق ترفيهية يقضون فيها أوقات فراغهم. متمنياً من الجميع التعاون مع المجلس البلدي لتقديم خدمات أفضل لما فيه مصلحة البلدة. مطالباً بإنشاء مركز للاحتفالات الدينية والوطنية وعقد الندوات ما يسهم في التنمية الاجتماعية للأهالي. وأشار إلى سوء منظر المدخل الرئيس للبلدة وصغر مساحة الطريق فيه. وطالب بتزيين مدخلها والعمل على راحة الأهالي والزائرين للبلدة، مشيراً إلى أن الكثافة السكانية الهائلة والأكثرية على مستوى المحافظة يقابلها ضعف في الخدمات. وقال بدر بن رشيد المطيري ينبغي أن تقدم خدمات للبلدة أسوة بغيرها، حيث إن الدحلة ينقصها عديد من الخدمات، مثل: المركز الصحي، ولجنة للتنمية الاجتماعية، ومراكز صيفية وهي الأحق بمركز للإمارة لأنها تعتبر أقدم قرية تابعة للبدائع. وقال هابس بن مريع بن قيصان المطيري: إن المخطط العام للدحلة تأخر كثيراً، وسببه عدم اهتمام من الشؤون الفنية في تنظيمه وتوزيعه مع العلم بأنه معتمد قبل قدومه للبدائع، حيث رفض تنفيذه، وهنا قطع أراضٍ كثيرة رفضوا أيضاً توزيعها على مواطني الدحلة، وكلما راجعنا الشؤون الفنية لا نخرج بنتائج ولا حتى معلومة، بل يعقّدون الأمور ويرمون سبب التأخر علينا. وتساءل ابن قيصان: لماذا لا يتبع النظام والتعليمات وتترك كثرة الخوض في المعارضات؟ وقال: لماذا لا يتم تحريك المعاملات سواء يقوم برفعها للجنة التعديات أو الأمانة أو المحافظة أو الإمارة حسب ما تقتضيه الأمور؟ لماذا يُحتفظ بها في أدراج الشؤون الفنية ويتم استخدامها في تعثر المطالبات؟ ولماذا لا يفصح المسؤولون في القسم الفني بمَنْ يعارض؟ وزاد ابن قيصان: حتى في حال أتى معارض للقسم الفني، فليطلب هويته ويتحقق منها وما يريد منه، ثم يرفع للمسؤولين لاتخاذ الإجراء اللازم. وطالب ابن قيصان بتسليم المخطط العام للدحلة (غير الذي سلم لوزارة الإسكان) مؤكداً أنه جاهز ومعتمد من قبل الأهالي منذ خمسة عشر عاماً. وقال: لو لم يكن المخطط معتمداً لما تم الإفراغ لأراضي المؤسسات الحكومية في الدحلة من مدارس وأرض المركز الصحي وإصدار صكوك بذلك، مشيراً إلى أن المخطط يحمل رقم (362) باسم مخطط الحزم لكنهم يسعون لإيقافه. مبيناً أن أحد الاعتراضات على المخطط التي يتحجج بها القسم الفني هو اعتراض المواطن خلف نوار -رحمه الله-، وقد تم الحل من قبلنا، حيث وضع شارع يفصل أرضه عن المخطط. وتابع: مع ذلك استمر إيقافه وانشغلوا بأماكن التعقيد وهي البيوت العشوائية وتركوا المنظم أي المخطط، لماذا لم ينفذوه ويمهدوا السبيل للأهالي ليستفيدوا منه، ومن ثم يتم حل مسألة العشوائي. وأضاف ابن قيصان: إن كل هذه المساومات والحجج التي يقوم بها القسم الفني في البلدية وعلى مدى أعوام، ماهي إلا قسر للأهالي للتنازل عن مشاريع من حقهم، وتنفيذها واجب على البلدية. مؤكداً أن هذه المماحكات جعلت المخطط في سبات وفي طيات أدراج مسؤول القسم الفني. وأوضح عضو المجلس البلدي بدر العرافة ل «الشرق»: أن المجلس طالب الشؤون الفنية بعدم استقبال مواطني الدحلة بهذه الطريقة وأبدى استياءه من تسببه في ايقاف المشاريع الخاصة بالدحلة من أجل معارضات مختلقة منه، موضحاً أنها مشاريع دولة ويملكها الجميع وتنفذ للجميع دون تفريق. وضرب مثالين في المخطط الأول؛ وهو مخطط الدحلة متعثر منذ عشرين عاماً، بينما هناك في المحافظة مخطط منذ سنتين انتهى بالكامل ووجد ملف الدحلة خالياً من أي شكوى. من جهته، بيَّن رئيس بلدية البدائع يوسف الخليفة ل «الشرق» أن ضمن الطرق التي اقترحتها البلدية وأقرها المجلس طريقاً يخدم المنطقة من ضمنها البلدة، وكذلك الأهالي ويربط مع الدائري ماراً بمخطط وزارة الإسكان، ويمتد للغرب حتى يصل للطريق المؤدي لمحافظة الرس، مشيراً إلى أن هذا الطريق يختصر المسافة للذاهبين إليه، ويتقاطع مع طريق الدحلة حيث يمر بشمالها. وقال: في هذا التقاطع يكون مقر الدوار الجديد أما الدوار السابق فلا يخدم الأهالي ولا البلدة والسبب هم أناس بنوا في مساره. أما الأهمية فنحن مَنْ نحدد الأولوية في التنفيذ. وأضاف الخليفة: بالنسبة لأرض سعد بن عايد المذكورة، فهي لدى لجنة التعديات بحكم اختصاصهم، ولها معاملة رفعت لإمارة القصيم وجارٍ تنفيذ المشروع على جزء منها الدحلة. وقال: منذ قدومي لرئاسة البلدية وهي أسوأ من وضعها الحالي، وأثناء رئاستي عملت جاهداً على تنظيمها ومع اهتمامي بها إلى الآن لم تصدر لهم صكوك بأسباب التعديات العشوائية. والسبب في تأخر الدحلة هو تراكمات من المشاريع منذ زمن طويل. وأوضح الخليفة أن مخطط الإسكان القادم سيستوعب 1500 قطعة أرض، أي يخدم العدد نفسه من الشباب ممن لم يحصل على منحة أرض سابقاً، كما أنه أول مشروع ستنفذه وزارة الإسكان في المحافظة، وأضاف: «البلدية ستعمل على صيانة وإنارة الشوارع الداخلية أثناء تنفيذ الطريق الجديد لتوحيد العمل، ولكي لا يتعارض مع الأعمال الجديدة ونضطر لإعادة صيانتها فيما لو عملت حالياً». واطلع الخليفة «الشرق» على المخطط المرسوم للطريق الجديد ومقر الإسكان شرقي البلدة.