نفتقر في مجتمعاتنا إلى بعض الأمور الكثيرة والمهمة، ومن ضمنها الرقي في التعامل والأساليب الرائعة في ذلك، فقد أصبحت مجتمعاتنا تنمي صفات غير لائقة. في الحقيقة، إن كثيراً منا يضجر وينزعج من تعامل البعض من حوله، فلا يوجد أدنى ثقافة في التعامل، وليس لديهم فكرة عن تلك الثقافة، ومن يحاول تعليمهم أو توعيتهم، لا يجد منهم الاهتمام، ولا يجد سوى بعض الردود التي تمنعنا من مناصحتهم ثانية. أريد أن أعلم إلى متى سوف تظل مجتمعاتنا لا تريد التطور ولا تريد الرقي؟! إلى متى سوف تظل مجتمعات العرب تنظر إلى مجتمعات الغرب بكل حزن؟! فقط تتمنى أن تصبح مثلها. انظروا أيها العرب إلى الغرب، كيف يعاملون نساءهم، وكيف يربون أطفالهم، من ناحية التطور والرقي؟ انظروا كيف يربون أجيالهم؟ لقد اتبعوا تعاملات وأساليب من الإسلام، ونحن لم نتبعها! هم قالوا إنها دراسات وأبحاث، ولكن في الحقيقة هي تعاملات إسلامية من عصور قد مضت، هم لم يعلموا بها قبلنا، ولم يطلعوا عليها قبلنا، بل علمنا إياها رسولنا وحبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولكن الفرق أنهم سبقونا إليها وعملوا بها، ونحن لم نفعل، بل لجأنا إلى أساليب لا تليق بنا بصفتنا مسلمين، لقد اتبعناهم ولكن فيما لا يعود علينا بالنفع ولا الفائدة. هم يدرسون ويتطورون، أما نحن فليس لدينا سوى التقليد الأعمى، والانسياق وراء كل ما يزيد من الجهل. إذا أردنا اتباعهم، فعلينا النظر إلى ما يصنعون، وإلى ما يريدون الوصول إليه، علينا أن نحاول الارتقاء، أن نجعل نظرتنا أبعد، أن نحاول ونصر على اللحاق بهم أولاً ثم سبقهم. هذا الأمر بسيط جداً، فقط علينا الابتعاد عن السلبيات اليومية، وأن نحسن من طريقة التعامل، ومن هنا ستكون بداية كل خير.