أكد المتحدث الرسمي للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، أحمد المنصوري، ل«الشرق»، أن الرئاسة لم تصدر بطاقات لأي شخصيات فنية أو غيرهم، مبيناً أن جهات أخرى مخولة بإصدار بطاقة الدعوات للشخصيات، وأن الرئاسة لا تصدر دعوات لأي شخصية في هذه المناسبة، مشيراً إلى أن مسألة تنظيم الدعوات متعلقة بجهات أخرى. وقال إن «دور الرئاسة العامة لشؤون الحرمين تهيئة ما يتعلق بمناسبة غسيل الكعبة، لكن الدعوات ليست من مسؤوليتها». وأكدت مصادر مطلعة ل«الشرق»، أن إدراج الفنان المغربي عبدالفتاح الجريني، ضمن الشخصيات التي تقوم بغسل الكعبة المشرفة تم من قبل أحد أبناء سدنة الكعبة المشرفة عبدالقادر الشيبي، بعد أن تم منحه بطاقة دعوة من ضمن مائة دعوة مخصصة لبني شيبة، سدنة الكعبة. ونفى مصدر مسؤول في إمارة منطقة مكةالمكرمة علاقة الإمارة بتقديم دعوة إلى الفنان المغربي، مكتفياً بأن الضيوف محط إثارة الجدل ضمن بطاقة الدعوة المخصصة لضيوف السدنة دون أن يتم الإفصاح عن الآلية التي تتبعها إمارة منطقة مكة للموافقة على الأسماء المشاركة في عملية غسل الكعبة. من جانبه، أوضح الأستاذ المشارك في جامعة أم القرى، الدكتور عبدالعزيز الحربي، أن عملية غسل الكعبة ليست فيها ضوابط شرعية، حتى لو غسلها إنسان من أقصى الدنيا للتو دخل الإسلام، يتم الإذن له بذلك، كما لا مانع في أن يغسل الفاسد الكعبة. وشدد الحربي على أن «البلبلة» التي حدثت بعد دخول الفنانين تستوجب قطع دابر الموضوع، وتبقى مسألة غسل الكعبة على ما كانت عليه، لافتاً إلى أن الاعتراضات لم يسمع بها إلا بمشاركة دخلاء في الغسيل، لذلك من الواجب بقاء المسألة على ما كانت عليه سابقاً. من جانبه، بيَّن الأستاذ المشارك في جامعة أم القرى، الدكتور حاتم العوني، أن الشرط في غسل الكعبة أن يكون المشارك مسلماً، لذلك فأي مسلم عُرف بإسلامه يحق له غسل الكعبة، وكونه فاسقاً أو غير فاسق ليس شرطاً من شروط غسل الكعبة، وينطبق الحال على مَنْ اشتهر بفساده. وشدد العوني على أنه ينبغي إيجاد تنظيم لعملية غسل الكعبة تتوافق مع المصلحة، ووضع آليه تحدد الشخصيات دون اشتراط قبيلة معينة يتم على أساسها المشاركة في غسل الكعبة، حتى لا يتنازع الناس. وقال: «لابد من تنظيم عادل لأن كل المسلمين يتشرفون بالمشاركة، أما أن تصبح منحاً لشخصيات دون أخرى، دون أي تنظيم، أو الأخذ في الاعتبار العدالة والمصلحة، فهذا خطأ»، موضحاً أن الناس بدأت تتساءل عن اختيار شخصية معينة على وجه التحديد دون غيرها من بقية الناس؟، معتبراً أن هذا تمييز دون حق، لذلك يجب أن يعطينا المسؤول عن تنظيم غسل الكعبة جواباً عن كيفية اختيار «شخص المطرب»، فإن قصد أنه دعي لتوبته، فهذا أمر آخر، أما إعطاؤه شفاعة أو كونه قريباً لفلان أو صديقه فهذا «تنظيم خاطئ» وتعامل بالهوى، ولا يحق للسدنة منح الدعوات بالمطلق، مشدداً أن الأولى استدعاء أهل العلم من بلدان العالم الإسلامي كافة.