إنه عنوان كتاب (الدفاع عن حقوق المرأة -A vindication of the Right of Woman) الذي نشرته مجلة بيتر موسولايتنر في معرض ذكر الكتب التي غيّرت العالم. هذه المجلة التي تختصر نفسها بحرفين (P.M) هي مجلة ألمانية. كانت المجلة غرسة صغيرة فأصبحت شجرة باسقة بسبعة أغصان. ومن معين الجذع الأصلي صدرت مجلة بعنوان دنيا العلم (Welt des Wissenschafts). تبعتها مجلات عن التاريخ، والذكاء، والبيوجرافيا، والأسئلة، والسير الذاتية، والنظرة للخلف في مصائر التاريخ. وفي هذا الغصن تأتي قصة الكتاب الذي أشرنا إليه. أنا شخصياً حظيت بمجموعة طيبة من أمهات الكتب منها. آخر ما قرأت عن هذه السيدة البريطانية صاحبة الكتاب ماري فولستون كرافت (Mary Wollstonecraft) التي عاشت في القرن الثامن عشر (ولدت في لندن 1759) ولم تعمر طويلاً، فقد ماتت عام 1797 في ظروف ولادة ابنتها التي أخذت اسمها (ماري). ولدت في أسرة محطمة عاقر الوالد الخمرة وأدمن فأذاق الأطفال شر العذاب. مات ولحقت به الأم، فأصبح الأطفال أيتاماً في دار اللئام، فعكفت على نفسها تهذيباً وكفاحاً، ولم تفضل أن تعمل كيفما اتفق، بل هذبت نفسها بالثقافة، واتصلت بأدمغة ذلك العصر مثل الطبيب صامويل جونسون، والفيلسوف ريشارد برايس. وظهر كتابها في عام 1787م بعنوان «أفكار حول تربية البنات». ما جعل الناشر جوزيف جونسون يعرض عليها وظيفة مترجمة. واتصلت في عصرها بالأفكار الراديكالية في الجو الملتهب للثورة الفرنسية. كتبت من جديد بحثاً حول حقوق الإنسان في عام 1790 (قارن الثورة الفرنسية 1789). أخيراً كرّست نفسها للعمل الذي وهبت حياتها من أجله حول حقوق المرأة الذي تقول فيه: أنا أحب الرجل شريك حياتي، لكن بدون سيطرته. ولم يكن سهلاً في ذلك الوقت أن يقول أحد بمساواة الجنسين في الحقوق والواجبات (لهن مثل الذي عليهم بالمعروف). طالبت بالعدل في العمل والتربية للجنسين. سرعان ما ترجم كتابها للعديد من اللغات. لم تنجو من العداوات ووصفت بالضبعة في معطف ناعم. أخيراً ماتت في الوضع بابنتها في عمر 38 عاماً، التي أخذت اسمها ماري. لا أحد يذكرها اليوم. لكن ابنتها ماري مشت في طريق والدتها، وكتبت الكتاب الذي يعرفه كل العالم، ومازال يطبع ويقرأ حتى اليوم، ومثلته هوليوود أفلاماً؛ إنه (فرانكنشتاين) بقلم ماري شيللي.