شهد العراق أمس موجة هجمات أغلبها بسيارات مفخخة استهدفت في معظمها أحياء شيعية في بغداد، وأسفرت عن سقوط 43 قتيلاً في الإجمال، 38 منهم في بغداد، إضافة إلى إصابة أكثر من مائة بجروح، بحسب مصادر أمنية. وأشارت حصيلة أولية إلى مقتل 33 شخصاً وجرح نحو ثمانين آخرين في الهجمات ذاتها. وقال مسؤولون أمنيون وطبيون إن تسعة تفجيرات، سبعة منها بسيارات مفخخة، وقعت على التوالي. واستهدفت الاعتداءات خصوصاً حي الكرادة التجاري في وسط المدينة وحي الشعب (شمال شرق) والطوبجي والحرية، كلاهما في الشمال، والعامل (غرب) وحي الصدرية في الوسط أحد أقدم الأحياء في العاصمة العراقية. ففي منطقة الطوبجي، قتل خمسة أشخاص وأصيب 13 آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة عند حسينية، وفقاً لمصادر أمنية وطبية. كما قتل أربعة من المارة وأصيب عشرة بجروح في انفجار سيارة مفخخة ثانية في مرآب لوقوف السيارات في الطوبجي، وفقاً للمصادر. وفي شارع النضال الواقع في الكرادة، قتل خمسة أشخاص وأصيب 12 بجروح في انفجار سيارة مفخخة على مقربة من معرض لبيع السيارات، حيث كان الأهالي يعدون الطعام في ذكرى عاشوراء. وقال أحمد أبو علي (40 عاماً) أحد العاملين في معرض لبيع السيارات في الكرادة، «كنا نطبخ الطعام في ذكرى استشهاد الإمام الحسين وتجمع العشرات من الناس، فجأة انفجرت سيارة مفخخة على بعد حوالي عشرين متراً من المكان». وأضاف «وقع عدد من الضحايا وكذلك أضرار مادية في المعرض والمحال التجارية المجاورة». وتابع «حتى إن فجروا لن نتوقف عن إحياء ذكرى استشهاد الإمام أبداً». وأكد أحد عناصر الشرطة التي انتشرت حول المكان «وقوع عدد من الضحايا بينهم طفل جريح»، دون الإشارة لتفاصيل أكثر. وفي الصدرية، قتل أربعة أشخاص وأصيب عشرة بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة، وفقاً للمصادر. وقتل خمسة أشخاص وأصيب 14 بجروح في انفجار سيارة مفخخة مركونة في حي التجار منطقة الشعب، في شمال شرق بغداد، وفقاً لذات المصادر. وقتل ستة أشخاص وجرح 16 آخرون في انفجار سيارة مفخخة في حي العامل، وقتل كذلك أربعة وأصيب 12 بجروح في انفجار مماثل بمنطقة الحرية، وفقاً للمصادر. كما قتل ثلاثة أشخاص وأصيب تسعة في انفجار سيارة مفخخة في الأعظمية التي تقطنها غالبية سنية، وفقاً لذات المصادر. وفي منطقة أبو غريب، إلى الغرب من بغداد، قتل شخص وأصيب ستة بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة على طريق رئيس، وفقاً للمصادر. واغتال مسلحون مجهولون موظفاً يعمل في وزارة الكهرباء لدى مروره بسيارته الخاصة في منطقة البلديات، في شرق بغداد. وفرضت قوات الأمن تدابير أمنية مشددة في المناطق التي وقعت فيها التفجيرات، وفي حالات كثيرة لم يسمح للمصورين ومصوري الفيديو بالتقاط صور أو تصوير أفلام. ولم تعلن أي مجموعة على الفور مسؤوليتها عن هذه الاعتداءات، لكن متمردين مقربين من تنظيم القاعدة مسؤولون عموماً عن هذا النوع من الاعتداءات المنسقة التي تستهدف الشيعة.