شهد العراق أمس سلسلة جديدة من الهجمات بسيارات مفخخة استهدفت احياء شيعية في بغداد، وأسفرت عن سقوط ثلاثة وثلاثين قتيلاً، 30 منهم في العاصمة، اضافة الى اصابة نحو 80 آخرين، فيما اغتيل الحارس الشخصي للرئيس جلال طالباني في السليمانية. وقال مسؤولون امنيون وان تسعة تفجيرات، سبعة منها بسيارات مفخخة، وقعت على التوالي بعد السابعة والنصف في احياء شيعية، مستهدفة حي الكرادة التجاري في وسط المدينة وحي الشعب (شمال شرق) والطوبجي والحرية، كلاهما في الشمال، والعامل (غرب) وحي الصدرية في الوسط، وهو احد اقدم الاحياء. في منطقة الطوبجي، قتل اربعة اشخاص وأصيب 11 آخرون في انفجار سيارة مفخخة عند حسينية، وفقاً لمصادر امنية وطبية. كما قتل ثلاثة من المارة وأصيب ثمانية في انفجار سيارة مفخخة ثانية في مرآب. وفي شارع النضال في الكرادة، قتل ثلاثة اشخاص وأصيب تسعة في انفجار سيارة مفخخة على مقربة من معرض لبيع السيارات، حيث كان الاهالي يعدون الطعام في ذكرى عاشوراء. وقال احمد ابو علي (40 سنة) احد العاملين في المعرض: «كنا نطبخ الطعام في ذكرى استشهاد الامام الحسين وتجمع العشرات من الناس، فجأة انفجرت سيارة مفخخة على بعد حوالى عشرين مترا من المكان». وأضاف: «وقع عدد من الضحايا وكذلك اضرار مادية في المعرض والمحلات التجارية المجاورة». واكد احد عناصر الشرطة التي انتشرت حول المكان «وقوع عدد من الضحايا بينهم طفل جريح»، من دون الاشارة إلى تفاصيل اكثر. وفي الصدرية، قتل ثلاثة اشخاص وأصيب سبعة جراء انفجار عبوة ناسفة. وقتل اربعة اشخاص واصيب عشرة في انفجار سيارة مفخخة مركونة في حي التجار في منطقة الشعب. وقضى اربعة في انفجار سيارة مفخخة في حي العامل ومثلهم في انفجار مماثل في منطقة الحرية. كما قتل ثلاثة اشخاص واصيب خمسة في انفجار سيارة مفخخة في الاعظمية التي تقطنها غالبية سنية وفي منطقة ابو غريب، الى الغرب من بغداد، قتل شخص واصيب ستة جراء انفجار عبوة ناسفة على طريق رئيسي. واغتال مسلحون مجهولون موظفاً يعمل في وزارة الكهرباء لدى مروره بسيارته الخاصة في منطقة البلديات. وفرضت قوات الامن تدابير مشددة في المناطق التي وقعت فيها التفجيرات، وفي حالات كثيرة لم يسمح للمصورين بالتقاط صور. ولم تعلن اي مجموعة على الفور مسؤوليتها عن هذه الاعتداءات، لكن متمردين مقربين من تنظيم «القاعدة» مسؤولون عموماً عن هذا النوع من الاعتداءات المنسقة التي تستهدف الشيعة «المرتدين». وكانت موجة اعتداءات اسفرت الاحد عن 21 قتيلاً. في السليمانية (270 كلم شمال بغداد) قتل قائد قوات الحماية الخاصة بالرئيس العراقي العقيد سروت رشيد، على ما أعلن الناطق باسم الشرطة العميد سامان محمد الذي اوضح ان «المسلحين دهموا منزل العقيد واغتالوه فجر اليوم الاربعاء». وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد)، قتل مختار منطقة بادوش (شرق) في هجوم مسلح، وقتل جندي لدى مروره في منطقة اليرموك. وأصيب ثلاثة اشخاص بانفجار عبوة لاصقة في سيارة مدنية جنوب مدينة النجف (150 كلم جنوب بغداد)، وفقاً لمصادر امنية وطبية. وتصاعدت موجة الهجمات في عموم العراق خلال الاشهر الاخيرة، على رغم الاجراءات المشددة التي تنفذها قوات الامن. وقتل اكثر 300 شخص خلال تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، ولقي اكثر من 5700 شخص مصرعهم منذ بداية السنة، 964 في تشرين الاول (اكتوبر).