حذرت «مدن» المصانع المنتشرة في 29 مدينة صناعية في المملكة من عدم وضع الاعتبارات البيئية من أولويات تلك المصانع، مشيرة في بيان لها أمس أن الهيئة طورت نظام مدن للإدارة البيئية، ضمن برامج هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية في إدارة وتشغيل المدن الصناعية، حيث تعنى بمراقبة ومتابعة أداء المصانع في تلك المدن والتقنيات المستخدمة للحد من آثار التلوث البيئي بشقيه الهوائي والمائي. ولم يقتصر العمل في مجال المحافظة على البيئة على هذه الحدود فقط بل بادرت مدن بتقديم الدعم الفني والخدمات لتلك المصانع لتطبيق المعايير والاشتراطات البيئية المعتمدة من النظام العام للبيئة ولائحته التنفيذية. وقالت إن نجاح «مدن» في المحافظة على البيئة مبني على تعاون المصانع الكامل مع متطلبات «مدن» والشفافية في التعامل مع كافة القضايا البيئية التي تواجهها تلك المصانع، إلا أن هذه الظاهرة الصحية تعتريها بعض الشوائب ناتجة من بعض المصانع التي تضرب بالمصلحة العامة عرض الحائط مقابل زيادة العائد الاقتصادي للمصنع دون مراعاة الاعتبارات البيئية وهذا ما تم ضبطه مؤخراً في المدينة الصناعية الثانية بالدمام. وأشارت إلى أن ما حدث في صناعية الدمام الثانية هو اكتشاف توصيلات لتصريف مياه الصرف الصناعي من أحد المصانع على شبكات تصريف السيول بعد القيام بأعمال الصيانة الدورية لمجاري السيول مع قرب موسم الأمطار الأمر الذي استغرب لدى «مدن» من تصرف القائمين بتشغيل المصنع على هذه المخالفة التي قطعاً تؤثر على سمعة المصنع في السوق المحلي والعالمي، دون الإشارة إلى اسم المصنع أو الشركة التابعة له. وأضافت في البيان أنه تم بحمد الله إزالة التوصيلات المخالفة وتوقيع العقوبة على المصنع وتحميله كافة الأضرار البيئية وصيانة المناطق المتضررة من شبكات وطرق جراء هذه المخالفة، وتعتزم «مدن» تطبيق برنامج الدوريات البيئية المعمول بها في المدينة الصناعية الثانية بالرياض في صناعية الدمام الثانية لما لها من الأثر الإيجابي والمباشر على ضبط مثل هذه المخالفات من خلال تنفيذ التفتيش الدوري على المصانع ومتابعة مصارف السيول وأخذ العينات من المياه المصرفة لتحليلها في المختبرات المخصصة لذلك. وكانت «الشرق» قد نشرت تفاصيل إغلاق أحد المصانع في المدينة الصناعية الثانية بسبب مخالفات في تصريف المياه الصناعية في قنوات السيول في المدينة الصناعية الثانية. أوضح الناطق الإعلامي باسم شركة الصناعات الحديثة «مصنع تايد» ياسين عطاس ل «الشرق» أن إدارة المصنع استمرت في التواصل مع هيئة المدن الصناعية «مدن»، وأعادت تشغيل المصنع خلال ساعات قليلة بعد قرار إغلاقه، وأضاف: «نظراً للأمطار التي هطلت خلال اليومين الماضيين فقد أثرت على المدينة الصناعية ونظراً لوجود مصنع بروكتر أند قامبل في منطقة منخفضة، فقد تأثر بالأمطار ما أثر على بعض عملياته إلا أنه تمت السيطرة عليها، مشيراً إلى دور هيئة المدن الصناعية المساند بسياراتها في المنطقة للمساعدة على شفط المياه من الطرق ومساعدة المصانع التي تحتاج للدعم، وفيما يتعلق بقضية تصريف المصنع مياهه في قنوات السيول، قال إن إدارة المصنع ستتخذ اللازم بناءً على اللوائح والتنظيمات وفقاً لنظام هيئة المدن الصناعية.