انتقد محللون وأكاديميون سعوديون ادعاء رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، بأن المملكة تتحمل المسؤولية عن «وجود مشكلة في العلاقات بين بغداد والرياض»، واعتبروها «لا تعكس الحقيقة». وقال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور صدقة فاضل، إن العلاقات بين المملكة والعراق لم تتأثر إلا بعد تولي حكومة نوري المالكي القيادة في بغداد، ووصفها ب «حكومية طائفية نشأت على خدمة المصالح الإيرانية وعلى تأسيس سيطرة ذات بعد طائفي في العراق». وكان المالكي أقرّ، في حوارٍ لشبكة «سكاي نيوز عربية»، ب «وجود مشكلة» بين البلدين لكنه ادّعى أن المشكلة من الجانب السعودي «وليس من جانب العراق». واعتبر فاضل، في تصريحاتٍ ل «الشرق»، أن علاقة العراق تضررت ببعض الدول في المنطقة لأن المالكي مدعوم من إيران التي تعاون بشار الأسد في مواجهته الثورة السورية، وتابع أن رئيس الوزراء العراقي لم يدع فرصةً لإطلاق اتهامات للمملكة بمناسبة وبغير مناسبة إلا واستغلها إرضاءً لأنصاره ولإيران. وتوقع عضو مجلس الشورى أن لا تعود العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها إلا بعد تخلي حكومة المالكي عن السياسات الطائفية وعن معاونة إيران في الصراع السوري من خلال إرسال الميليشيات الإجرامية إلى الأراضي السورية، في إشارةٍ منه إلى ميليشيات «أبو الفضل العباس» العراقية التي استعان بها الأسد لمواجهة ثورة سوريا. من جانبه، أرجع المحلل السياسي، أنور عشقي، توتر العلاقات بين الرياض وبغداد إلى تصريحات رئيس الوزراء العراقي التي يطلقها من حين لآخر، متهماً المالكي ب «استخدم أساليب غير نظيفة داخل العراق وخارجه» بدليل التعاون مع إيران ودعم الطائفية بين العراقيين ووقف الحوار بين الطوائف في بلاده. ورأى عشقي أن الرياض غضِبَت من المالكي لأنه سمح بتدخل إيران في العراق ما أحدث صراعاً طائفياً فيه، مذكِّراً بأن مثقفين ورجال دين عراقيين طالبوا المملكة في أحد المؤتمرات الدينية مؤخراً بالتدخل لبدء حوارات جدية بين الطوائف العراقية بعد الفشل الذريع للمالكي في هذا الملف. وأضاف «لكن المملكة لن تستطيع تنفيذ هذه المطالبات لأنها تتبع سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى»، لافتاً إلى أن المملكة لم تقطع علاقتها مع العراق إلا بسبب الاتهامات التي تصدرها القيادات العراقية تجاهها ما أدى إلى خلق حاجز بين البلدين. وشدد عشقي على ضرورة أن لا تصدر شخصيات عراقية اتهامات جزافية تجاه المملكة. مشيراً إلى أن أي تعاون بين البلدين سيسهم في حل عديد من المشكلات الإقليمية.