أكدت موظفة في مستشفى خاص في مكةالمكرمة وجود ضغوط عليها للتنازل عن دعواها ضد مديرها المباشر الذى وقع في قبضة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر متلبسا بابتزازها داخل مكتبه، واستمراره على هذا المنوال لأربعة أعوام استغلالا لاحتياجها للعمل. وأفادت الموظفة أن الضغوط التي تمارس عليها تأتي من قبل مسؤولين في المستشفى وتتراوح بين الإغراء بمضاعفة راتبها أو التهديد بفصلها من العمل. الجدير بالذكر أن هذا الحادث ليس الأول من نوعه في هذا المستشفى الكبير الذي يقع في قلب العاصمة المقدسة، بل سبقه حادثان تمت مباشرتهما من قبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع تسجيل ملاحظات عدة ضد المستشفى. وتعليقا على تطورات القضية، أكد مدير فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكةالمكرمة عبد الرحمن الدعيلج أن ما حدث نتيجة لعمل الموظفة المختلط، محذرا من الاختلاط الذي يفضي إلى ما لا تحمد عاقبته. وقال إن هذه التصرفات لا تفضي إلا إلى الوقوع في الشر والفتنة وما يترتب عليه الوقوع في الرذائل. وناشد كل صاحب منشاة أو مسؤول بتهيئة بيئة عمل مناسبة للنساء بعيدة تماما عن أماكن عمل الرجال، تمشيا مع الشرع وتعليمات ولاة الأمر. من جهته أفاد الناطق الإعلامي للشؤون الصحية في العاصمة المقدسة فائق حسين أن القطاع الصحي لا يجري أية متابعات لمثل هذه القضايا كونها تأخذ طابعا شخصيا أكثر مما هو متعلق بالقطاع الصحي. وأوضح أن الشؤون الصحية تفرض رقابة طبية وليست أخلاقية، وابتزاز المسؤول لإحدى موظفاته يعبر عن سلوك الشخص وأخلاقه وله الجهات المعنية التي تتابع هذا الجانب وتفرض الرقابة عليه، مع وجود التعاون المستمر مع هذه الجهات إذا تطلب الأمر. وبدأت تفاصيل قضية الابتزاز كما رصدتها محاضر التحقيق بعلاقة سابقة للموظفة (المقيمة) مع زميل لها في المستشفى ذاته، لكنهما افترقا إثر انتقاله لمنطقة أخرى. وبعد تنفيذه النقل طالبته برد صور ومتعلقات لها كانت بحوزته، وبالفعل سلم لأحد أصدقائه في مكة المتعلقات ليقوم بدوره بتسليمها للموظفة في مقر عملها، وعند إتمام الصديق للمهمة لم يجدها وقابله مديرها المباشر فأوكله بتوصيل المتعلقات للموظفة. ووجد المدير الفرصة سانحة فاستغلها وتمكن من أخذ ما يدين الموظفة في علاقتها السابقة وظل يهددها على مدى أربع سنوات، إما الطرد والإبعاد وكشف حقيقة علاقتها السابقة أمام ذويها وسط حاجتها الماسة للعمل ، أو الرضوخ لطلباته. ومع جهل الموظفة بكيفية التخلص من هذا الموقف اضطرت للموافقة على ما يطلب. ومع تواصل الضغوط أخضعها مديرها المبتز لممارسة الرذيلة معه في مكتبه على مدى الأعوام الأربعة. واعترفت الموظفة أنها أبلغت أحد المسؤولين في المستشفى عن مشكلتها، لكنه برر سكوته عن إبلاغ الجهات المختصة بابتزاز زميله للموظفة؛ باعتقاده بوجود علاقة حب بينهما. وأثناء مراجعة أحد القضاة للمستشفى توسمت الموظفة فيه خيرا وأفشت لزوجته بمعاناتها. وعلى الفور أجرى القاضي التنسيق بين الموظفة وهيئة الأمر بالمعروف للقبض على مديرها المباشر وإنهاء معاناتها. وبعد تأكد الهيئة مما ورد في البلاغ، تم إعداد كمين محكم بالتنسيق مع الموظفة وضبط المبتز في حالة تلبس وبحوزته أدوات الابتزاز بالإضافة إلى عوازل طبية ومهيجات جنسية. وتمت إحالته للجهات الأمنية لإكمال اللازم والتحقيق معه.