كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة يوم أمس الجمعة، أن العاصمة القطرية الدوحة شهدت في الأيام القليلة الماضية لقاءات أمنية وسياسية مكثفة، بين وفد أمني إسرائيلي رفيع المستوى، ومسؤولين في وزارة الخارجية القطرية. وتناولت المحادثات التي شارك فيها أمير قطر ووزير خارجيته، الذي يتولى أيضاً رئاسة الوزارة، الملف النووي الإيراني، وقضية التطبيع العربي مع إسرائيل. وأفادت المصادر أن هذه اللقاءات تأتي في أعقاب الخلافات الحادة، بين أركان القيادة القطرية، بسبب فشل سياسات الدوحة إزاء العديد من القضايا الخارجية الملحة. وكان الوفد الأمني الإسرائيلي وصل إلى الدوحة سرا، لإجراء لقاءات سرية مع قادة قطر على مدار ثلاثة أيام، تم خلالها مناقشة تقارير تقدمت بها القيادة القطرية، عن الأوضاع الإقليمية في المنطقة، كما ناقش الوفد الأمني إعادة فتح مكتب التمثيل التجاري الإسرائيلي في الدوحة، والذي قررت قطر إغلاقه في يناير الماضي، احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على غزة، وفي خطوة اعتبرها المحللون وقتها، مزايدة على مواقف دول الاعتدال العربي، ولاسيما مصر والأردن، اللتين توجد بينهما وإسرائيل علاقات دبلوماسية وطيدة. وكشفت المصادر أن موفداً خاصا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وصل إلى الدوحة يوم الثلاثاء الماضي، حيث التقى الأمير القطري ورئيس الوزراء القطري، وبحث مع كبار المسؤولين في البلاد، بنود اتفاق "مجمد" بين الدوحة و"تل أبيب"، لتطوير العلاقات الدبلوماسية بينهما، بحيث يتم تبادل افتتاح السفارات بينهما، وأن تتحرك قطر لدى عدد من الدول العربية، لتشجعها على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وأن تدعو الدوحة إلى عقد جلسة لمجلس الجامعة العربية، وتعمل على تعديل بنود المبادرة العربية، وتلغي بعضها لصالح التطبيع مع إسرائيل دون مقابل. وأوضحت المصادر أن رئيس الوزراء القطر أبلغ موفد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بأنه سيقوم قريباً بزيارة علنية إلى "تل أبيب"، وسيسبقه إلى هناك شخصيات اقتصادية قطرية، لاستكمال محادثات بين الجانبين، كانت قد بدأت قبل أشهر، بهدف إقامة مشروعات مشتركة.