انتقد المخترع السعودي مهند أبو دية، تدني مستوى الاختراعات والابتكارات العلمية السعودية، معترفاً في الوقت ذاته بأنها «موجودة بكثرة؛ لكنها غير ظاهرة على السطح، وغير مُسوقة إعلامياً». وأكد أبو دية خلال محاضرة ألقاها أمس، بعنوان «أفكارك تساوي ذهباً» في كلية العلوم للبنات في الدمام، أن «دور المخترع السعودي مُهمل، ما يؤدي به إلى الإحباط». ولفت إلى حملة تنفذ «لنشر ثقافة الاختراع». وقال: «إن الحملة في نسختها ال15، ستقوم جاهدة بإبراز دور المُبدع السعودي وستدفع إلى تبني نشر ثقافة الاختراع»، مبيناً ان في المملكة «أكثر من 800 اختراع، وصل منها 10 فقط إلى السوق، بفعل الإعلام والاجتهادات الشخصية، من دون وجود جهة تدعم تلك الاختراعات». وكشف أبو دية، أمام أكثر من 500 طالبة من كليات العلوم، والطب، والعلوم الطبية، والتمريض، والحاسب الآلي، والآداب، والتربية، والمجتمع، أهمية «مبادرة الطالبات للاختراع، عبر المحاولات المتكررة، والوصول إلى الهدف». فيما اعتبرت الطالبات، أن «غياب جهات رسمية تدعم الاختراع في المملكة، يُقلل من فرص النجاح واستثمار الطاقات والعقول»، مطالبات بإيجاد «جهة تتبنى الاختراعات والابتكارات العلمية التي يقدمها الطلبة». وأشار أبو دية، إلى أن حاضنة التقنية التابعة لمدينة «الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية»، التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين، «متخصصة في تسويق اختراعات السعوديين، ضمن برنامج دعم حكومي يتبنى الأفكار والإبداعات السعودية». وفي مداخلات متتالية من الطالبات، أكدن استعدادهن لتقديم الابتكارات في مجالات عدة، إلا أن «غياب الاهتمام في البيئة التعليمية، وعدم دعم مواهب الطالبات يُقللان من أهمية البحث والابتكار». فيما أبدى أبو دية استعداده «لتبني المواهب التي تطمح إلى الابتكار، والدخول إلى عالم الإبداع، من خلال الأفكار التي يجب ان تطرح، وان تكون محل نظر المستهلكين، ما يعود عليهم بالنفع، وذلك عبر تقديم البحوث العلمية التي تترجم النظريات إلى اختراع علمي وابتكار». وأشارت طالبة تدرس في كلية الطب، إلى «صعوبات» في البحث والحصول على معلومات، واعتبرتها «أحد الأسباب التي تعرقل الابتكار والاختراع، إضافة إلى ضعف التمويل»، مبينة ان عدداً من المخترعين «برزوا واثبتوا قدراتهم على الابتكار، وانهالت عليهم العروض من الخارج، وليس من داخل المملكة، مثل الطالب أحمد النعيمي، الذي اخترع «الحذاء الذكي للمكفوفين»، وغيره الكثير من الطلبة»، مشيرة إلى مخترعين «غلفوا مخترعاتهم، واعتبروها مرحلة لتفريغ طاقتهم الإبداعية، وانتهت». وذكر أبو دية، الذي قدم ابتكاراً لصناعة الالكترونيات من دون الحاجة إلى تعلمها، ان المخترعين السعوديين الذين وصلوا إلى السوق، هم الدكتور سلطان الدهام، الذي «ابتكر كريماً لإزالة الشعر غير المرغوب فيه، ووصل إلى السوق، وحقق مبيعات مرتفعة». كما أشار إلى الدكتورة فاتن خورشيد، التي «ابتكرت مستحضرات تعالج أمراض البهاق والأمراض المستعصية»، والدكتور عبد الصمد نوح، الذي قدم «التنور الفخاري الكهربائي»، الذي وصلت مبيعاته إلى جمهورية موريشيوس، وعبد المحسن الوعلان، الذي ابتكر مقطورة على شكل خيمة الكترونية، تفتح بلمسة زر، وحمود البدراني، الذي ابتكر سخاناً كهربائياً فورياً، غير قابل للانفجار، ويسخن الماء في ثوانٍ.