لم يدر بخلد الشاب عبدالرحمن عبدالله العميري (16) عاماً في محافظة بيشة أن فقده لوالده الذي توفى أول من أمس متأثراً بمرض القلب في مستشفى الملك عبدالله في بيشة ما هو إلا مقدمه لما سيفقده لاحقاً عندما غلبه النوم وهو يقود السيارة بعد ساعات طويلة من السهر قضاها إلى جوار والده المريض ليلة وفاته لتنحرف سيارته وترتطم بسور كلية المعلمين في بيشة لتنفصل ذراعه من جسده وتستقر على قارعة الطريق. وساهم في فداحة الحادث أن الشاب قبل ارتطام سيارته بالسور الاسمنتي كان مخرجاً يده بالكامل من السيارة لترتطم بزاوية حادة في السور الاسمنتي فاقمت من قوة الإصابة . ويرقد الشاب العميري في مستشفى عسير المركزي بعد أن تم تحويله من مستشفى الملك عبدالله في بيشة لعدم إمكانية إعادة اليد لوضعها الطبيعي. وذكر مصدر طبي في مستشفى الملك عبدالله في بيشة أن تهتك أوردة وشرايين اليد حالت دون إعادتها لجسد الشاب وأن الذراع بترت من فوق المرفق. وبحزن عميق تحدث الشاب العميري ل "الوطن" عن تكالب الأقدار عليه وعن فقده لوالده وذراعه في يوم واحد فقال: لا أتذكر عن الحادثة شيئاً سوى الأفكار المتلاطمة التي كانت تدور برأسي وأنا في الطريق من المستشفى للمنزل بعد فقد والدي، حزناً على والدي وقلقاً من الحمل الذي ألقي على عاتقي تجاه أسرتي التي تعول عليّ كثيراً لإنقاذها من الظروف المالية الصعبة التي تعيشها وتنتظر تخرجي من الثانوية العامة والانخراط في أي وظيفة. ويضيف العميري لا أتحمل محاولة تذكر إفاقتي في المستشفى ومعرفتي بأنني أصبحت بذراع واحدة ولم استطع استيعاب أحاديث من حولي وهم يحاولون إخباري بالحادث الذي حصل لي وحتى هذه اللحظة يخيل لي أنه مجرد حلم وسأفيق منه. صور لآثار الحادث والدماء على السور الخلفي لكلية المعلمين :