"السعودية"ايمن ال ماجد"مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية" دشن معالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن ابراهيم السويل اليوم في مقر المدينة بالرياض , المؤتمر الدولي الأول للحماية من الإشعاع الذي تنظمه المدينة بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية . وأكد د. محمد السويل أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تقوم بدور هام في عملية التحول إلى مجتمع المعرفة بحكم مسؤوليتها كجهة منوط بها تطوير منظومة العلوم والتقنية والابتكار في المملكة، حيث يتضمن سعي المدينة تنمية القاعدة التقنية ووضع حوافز وإجراءات تشجع على الابتكار الداعم للاقتصاد السعودي وكذلك تسهيل مشاركة القطاعين الخاص والعام لاستثمار هذا الابتكار تجارياً. وأوضح د.السويل أن المدينة عملت منذ تأسيسها على تطوير البنية التحتية الرقابية للحماية من الإشعاع على المستوى الوطني لكونها المعنية بالجانب الفني في هذا المجال , حيث كانت لها جهود بحثية وتطويرية في مجالات حماية الإنسان والبيئة من الإشعاع وإدارة النفايات المشعة وهندسة الحواجب الإشعاعية والمعايرة الإشعاعية وتقدير الجرعات الإشعاعية والفيزياء الصحية والطبية وغيرها من المجالات ذات العلاقة . وأشار د.محمد السويل إلى جهود المدينة على الصعيد الإقليمي في مجال الحماية من الإشعاع حيث يعمل المختصون فيها بهذا المجال مع نظرائهم في دول المجلس تحت مظلة الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية, كفريق واحد متخصص على تبادل الخبرات وتنظيم المناشط العلمية ووضع الأدلة التشريعية الاسترشادية , مثل النظام الخليجي الموحد للوقاية من الإشعاع . من جهته تحدث معالي الأمين العام المجلس التعاون لدول الخليج العربية الأستاذ عبدالرحمن بن حمد العطية في كلمة قدمها نيابة عنه مدير إدارة البيئة بالأمانة العامة الدكتور فهمي العلي عن خطورة استخدام المواد المشعة التي تستقطب الاهتمام العالمي والإقليمي , مشيراُ إلى حادثة المفاعل النووي في تشيرنوبل عام 1986م , التي خلقت موجه تاريخيه من الرعب النووي الشامل ما تزال آثاره عالقة بالأذهان حتى الآن, مشيداً في الوقت نفسه بالدول التي استطاعت استخدام التطبيقات السليمة للطاقة النووية في مجالات الصناعة وإنتاج الكهرباء والزراعة والطب وغيرها. وأكد العطية حرص دول مجلس التعاون على تنظيم فحص المواد الغذائية وغيرها للتأكد من خلوها من الإشعاع أو عدم تجاوزها المستويات الإشعاعية المسموح بها , حيث أصدرت الجهات المختصة بالوقاية من الإشعاع في دول المجلس حدود المستوى الإشعاعي المقبول في المواد الغذائية, مشيرا ً إلى تعاون الأمانة العامة بالمجلس مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وأجهزة البيئة بالدول الأعضاء في المجلس بإعداد النظام الموحد للوقاية من المواد المشعة وتم اعتماده في الدورة الثامنة عشر للمجلس الأعلى التي أقيمت بالكويت عام 1997م , حيث تعمل الدول الأعضاء على تحديثه ليتواكب مع المستجدات والتطورات الحديثة في هذا المجال . و أشاد الأمين العام بجهود مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ودورها الكبير في إعداد مشاريع الأدلة الاسترشادية الخمسة في مجال المواد المشعة وصياغتها ضمن فريق عمل مشترك بين دول المجلس ؛ وإقرارها من الوزراء المسؤولين عن شؤون البيئة في اجتماعهم الثالث عشر في مسقط (22 ابريل 2009م) تمهيداً لرفعها للمجلس الأعلى في الدورة القادم بالكويت . وتشمل الأدلة ؛ الدليل الاسترشادي لوضع الخطة الوطنية للاستجابة لمواجهة الطوارئ الإشعاعية والنووية , دليل التراخيص والتسجيل في مجال الإشعاع, دليل التفتيش الاسترشادي للتحقق من سلامة الممارسات الإشعاعية في مجال الوقاية , دليل برامج التدريب للعاملين في مجال الوقاية من الإشعاع, الدليل الاسترشادي لوضع مستويات الإجراءات في النويدات المشعة الموجودة في الأغذية أو المياه أو المحاصيل. وأعرب أمين عام مجلس التعاون عن أمله في أن يساهم هذا المؤتمر في تحديد ادوار الأجهزة والمؤسسات المختصة في البيئة في كافة القطاعات بما فيها القطاع الخاص لتوفير مصادر المعلومات وبلورة قضايا التنمية والتعريف بالنظم البيئية ومقوماتها والتشجيع على دراسة العوامل التي تؤثر فيها آو تنتج عنها , فضلاً عن ترسيخ قواعد العمل لإيجاد بيئة سليمة وتنمية شاملة مستمرة تكون وسائل تحقيقها التشريعات البيئية والإدارة السليمة من خلال التعليم وأنشطة البحث العلمي والاستفادة من تجارب الآخرين . وبدوره أوضح الدكتور خالد بن عبدالعزيز العيسى رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر والمشرف على معهد بحوث الطاقة الذرية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أن مسؤوليات الحماية من الإشعاع تنطوي على ركائز رئيسية تعد من المعايير الدولية التي تحرص عليها المنظمات الدولية . وبين الدكتور خالد العيسى أن هذه المعايير تشمل البنية التحتية للحماية من الإشعاع ، مراقبة الجرعات الإشعاعية الشخصية للعاملين في هذا المجال ومراقبة أماكن العمل ، مراقبة الجرعات الإشعاعية الطبية ، مراقبة التعرضات الإشعاعية لعامة الجمهور والبيئة ، والاستعداد والاستجابة للطوارئ الإشعاعية النووية . بعد ذلك انطلقت أعمال المؤتمر الذي يشارك فيه إلى جانب ممثلي دول مجلس التعاون متحدثين من منظمات دولية كبرى مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية والهيئة الدولية للوقاية من الإشعاع وهيئات ذرية وجهات رقابية في دول متقدمة مثل اليابان وفرنسا وبريطاني وغيرها يقدمون التجارب والتطورات الحديثة في مجال تأثيرات الإشعاع وتنظيمات الحماية من الإشعاع وغير ذلك . ويبحث المؤتمر على مدى ثلاثة أيام عدة محاور أهمها تنظيمات الوقاية من الإشعاع ، التعرضات الإشعاعية في التطبيقات المختلفة ومن أهمها الجانب الطبي ، الاستعداد للحوادث الإشعاعية والنووية ، الرصد البيئي وعلاقته بالإنذار في حالة الحوادث الإشعاعية ، الجهود الدولية في جانب تطوير معايير الوقاية من الإشعاع وما يتبع ذلك من اتفاقات دولية . وقدم خلال اليوم الأول متحدثون دوليون بارزون محاضرات قيمة في هذا المجال إلى جانب أوراق وطنية لدول المجلس الست فضلاً عن أوراق علمية من المؤسسات العلمية والمؤسسات البحثية في المملكة من شركة أرامكو والمدينة ، وجامعة الملك عبدالعزيز ومعهد الكويت للأبحاث العلمية . وتحدث نائب رئيس الهيئة الدولية للوقاية من الإشعاع الدكتور آبل خوليو قونزاليس في المحاضرة الأولى عن مستويات التاثيرات الحيوية للإشعاع المؤين على الإنسان ، بينما استعرض السيد بول هنري روميو من هيئة الطاقة الذرية الفرنسية الاتجاهات الحديثة في مجال الحماية من الإشعاع والتأثيرات البيولوجية ، في حين تطرقت المحاضرة الثالثة لموضوع التدخل الطبي في الطوارئ الإشعاعية حيث ركز المحاضر السيد آكاشي ماكوتو على تجربة حراجة التي حدثت في توكايمورا باليابان . يذكر أن المؤتمر الدولي الأول للحماية من الإشعاع يعد الأول من نوعه على هذا المستوى في المنطقة ضمن منظومة التعاون العلمي في إطار الوقاية من الإشعاع بين دول المجلس ، ويأتي تفعيلاً لجهود ومقترحات الفريق الفني للحماية من الإشعاع بالأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، ومن ضمنها تنشيط القاعدة العلمية والأنشطة واللقاءات العلمية التي تؤدي إلى التقاء الخبرات والمختصين . إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل