كشفت دراسة أمريكية حديثة عن دور الحبة السوداء في التخفيف من تفاعلات الاحتقان المرتبطة بسرطان البنكرياس. كما أكدت فعاليتها في القضاء على أورام البنكرياس الخبيثة عند الحيوانات، الأمر الذي يبشر باستخدامها لتطوير استراتيجيات علاجية ووقائية ضد هذا النوع من الأورام الخبيثة، بحسب مختصين. وكانت دراسات علمية أشارت في السابق إلى وجود ارتباط بين تعرض الأنسجة للاحتقانات أو الالتهابات فترة طويلة، وزيادة فرص ظهور أورام سرطانية فيها. وتُعد الحبة السوداء (Nigella Sativa) أو ما ُيسمى "حبة البركة" من النباتات الطبية الشرق أوسطية، وهي تتواجد كذلك في مناطق أخرى من آسيا، حيث يتم استخدمها في الطب الشعبي للتدواي من العديد من الأمراض. وتُشكل مادة "ثايموكوينون"، وهي من مضادات الأكسدة القوية المفعول، المكون الأساسي للحبة السوداء، وفقاً لبعض المصادر. وطبقاً للدراسة الأمريكية، التي أجراها باحثون من جامعة ثوماس جيفرسون بولاية بنسلفانيا؛ نجحت مادة ثايموكوينون، التي تتوافر في الحبة السوداء في تثبيط عدد مما يٌعرف بوسطاء الاحتقان، وهي الجزئيات التي ُيفرزها الجهاز المناعي، وتلعب دوراً في تفاعلات الاحتقان داخل الجسم، لتعمل بذلك على التخفيف من الاحتقانات المرتبطة بسرطان البنكرياس. كما أدى استخدام تلك المادة على مجموعة من الأورام الخبيثة للبنكرياس، وفقاً لنماذج حيوانية، إلى ضمور نسبة عالية من تلك الأورام. وتضمنت الدراسة إجراء تجارب بهدف مقارنة تأثير مادة ثايموكوينون على جزيئات وسطاء الاحتقان بتأثير مادة "ترايكوستاتن أ"، التي لها دور في التخفيف من الاحتقانات المرتبطة بالأورام السرطانية. وبحسب نتائج الدراسة التي تم استعراضها خلال اللقاء السنوي المئوي للرابطة الأمريكية لبحوث الأمريكية، والذي بدأ أعماله أمس الأول في مدينة دنفر بولاية كولورادو الأمريكية، أثبتت التجارب نجاح مادة ثايموكوينون في تثبيط عدد من وسطاء الاحتقان التي ُتفرز من خلايا سرطان البنكرياس للغدد القنوية. كما أشارت إلى أن تأثيرها في هذا الجانب فاق تأثير مادة "ترايكوستاتين أ"، التي تخفف من الاحتقانات المرتبطة بالأورام السرطانية. وطبقاً للنتائج؛ تبين أن من بين العوامل التي نجحت مادة ثايموكوينون بتثبيطها، جزيء ُيعتقد بأنه يلعب دوراً في إظهار خلايا سرطان البنكرياس مقاومة ضد العلاج الكيميائي. كما تبين أن مادة ثايموكونيون لعبت دوراً في ضمور 67 في المائة من الأورام الخبيثة للبنكرياس، بحسب عينة التجارب التي استهدفت نماذج حيوانية. وترى الدكتور هويدا عرفات، الأستاذ المشارك من الجامعة والباحثة في الفريق؛ بأن نتائج الدراسة مدهشة للغاية، فهي تشير إلى أن الحالات التي يمكن لها أن تفيد من الحبة السوداء لا تقتصر على التهابات البنكرياس، إذ يمكن استعمال هذا النبات الطبي من قبل الأشخاص الذين ترتفع لديهم مخاطر نشوء أورام سرطانية في البنكرياس، كأولئك الذين يمتلكون تاريخاً أسرياً يزيد من احتمالية إصابتهم بالمرض، أو من يخضعون لجراحة استئصال سرطان البنكرياس، ويُخشى عليهم من تجدد ظهور الورم، بحسب تقديرها. كما توضح عرفات أن التأثيرات الفعالة للحبة السوداء والزيت المستخلص منها، تعد باستخدامها لتطوير استراتيجيات علاجية ووقائية فيما يختص بسرطان البنكرياس، مؤكدة على أن الحبة السوداء مأمونة الاستخدام عند الاعتدال في استعمالها، فقد تم التعامل معها منذ آلاف السنين، دون رصد تأثيرات سامة لها.