وصل سلمان الشهري مريض المجاردة أخيراً إلى مستشفى عسير المركزي في تمام الساعة الرابعة والنصف من عصر أمس، بعد 24 سنة أمضاها يعاني التردد على مستشفى المجاردة العام، من دون جدون. وكانت (الجزيرة أونلاين) فتحت ملف الشهري الذي كان طي النسيان، وعلى أثر ذلك كلف مدير عام صحة عسير الدكتور إبراهيم بن سليمان الحفظي استشاري الجلدية الدكتور كرم إبراهيم بزيارة المريض، حيث اطلع على حالته الصحية، وأفاد الدكتور بأن حالة سلمان متقدمة جداً وتحتاج إلى تدخل جراحي لإزالة الورم من ساق المريض اليسرى، “غير أن الوضع يحتاج إلى مناقشة مع أطباء التخدير لمعرفة مدى خطورة ذلك على حياة المريض”، وأضاف أن المريض يحتاج إلى علاجات ومراهم موضعية مع مضادات حيوية لمكافحة العدوى. وكانت إدارة مستشفى المجاردة أفادت بأن والدة سلمان ترفض نقل ابنها إلى مستشفى عسير، لكن فاعلة خير قدمت من محافظة جدة لزيارتهم في المستشفى نجحت في إقناع أم سلمان بضرورة نقله، لأن بقاءه هكذا خطر على حياته. وكانت (الجزيرة أونلاين) وقفت على تفاصيل معاناة سلمان الشهري، التي بدا أنها لم تكن المعاناة الوحيدة التي تعانيها أسرته، إذ تعيش هذه الأسرة رحلة عذاب عمرها أكثر من 24 سنة. فلسلمان أيضاً شقيقة عمياء منذ ولادتها، فضلاً عن ضعف حالتهم المادية وفقرهم المدقع، وحياتهم في منزل شعبي متهالك جداً في منطقة نائية أشبه بالصحراء ، بعيداً عن العمران، لم يرثوا غيره عن رب العائلة المتوفى، بلا وسائل تكييف، يعانون قيظ الصيف، وعواصف الشتاء وأمطارها. وقد رصدت لجنة أصدقاء المرضى حالة المريض واحتياجاته، وتكفل فاعل خير بمبلغ مالي لسلمان، وأمن له سكناً بمدينة جدة في حال تحويله إليها، وتكفل كذلك بعلاج أخت سلمان فاقدة البصر على حسابه الشخصي. لكن سلمان الذي يرقد على السرير الأبيض دون أي حراك، زلزل قلوب زائريه الذين سألوه إذا ما كان يحتاج إلى شيء آخر، بقوله: “اطلبكم بخادمة لمساعدة أمي على شؤونها حتى يقبض الله روحي”، وأضاف قائلا: “أتعبت أمي 24 سنة وحان الوقت لمن يخدمها، فأنا أريد خدمة أمي ولكن وضعي الصحي لا يسمح، فلو أتت خادمة لمساعدة أمي كان أفضل، لأن أمي تعبت معي كثيراً، فهي لا تنام الليل سهرانة عليّ، فمعاناتي وآلامي تكثر في الليل”، وحينها تكفل رجل أعمال شهير بعسير بتأمين الخادمة. وكشفت حالة سلمان التي وصلت إلى الإعلام عن سوء أوضاع الأسرة المعيشية والأسرية، والغياب التام لدور المراكز الخيرية أو حتى الجهات المعنية التي تتفقد أحوال المواطنين في هذه المناطق