أسفرت جهود البعثة الأثرية السورية السويسرية المشتركة في موقع "بئر الهمل" في منطقة الكوم بالبادية التدمرية، عن اكتشاف عظام حيوانات تعود إلى عصور ما قبل التاريخ. كما عثرت على عظام حيوانات منها الجمل، وحمار الوحش، ووحيد القرن، والغزلان، تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، ما يؤكد التنوع الحيوي في المنطقة، وغناها بمصادر المياه اللازمة لنشوء تجمعات بشرية. وكان الموقع المذكور اكتشفت فيه خلال المواسم السابقة آثار الجمل العملاق الذي يعود إلى 70 100 ألف عام، إضافة لعظام الجمل الشبيه بالمعاصر، والذي يقدر عمره ب 400 ألف عام. كما تمكنت البعثة الأثرية الأمريكية الهولندية المشتركة في موقع "تل أم المرا"، شرق حلب، من اكتشاف مدفنين أثريين يعودان إلى الفترة البرونزية القديمة 2800 قبل الميلاد، داخل أحدهما قطعة ذهبية ولقى أثرية، وعشر جماجم بشرية تعود إلى الفترة ذاتها. والمدفنان مبنيان من الحجر، ويحتويان لقى جنائزية، ما يدل على أنهما لشخصيات مهمة في ذلك الحين، كما تؤكد هذه المكتشفات أن موقع تل "أم المرا" كان جزءاً من الإمبراطورية الميثانية التي قضى عليها الحثيون في ما بعد. البعثة الأمريكية الهولندية، التي بدأت عملها عام 1994، عثرت سابقاً على أربعة هياكل لحيوانات تشبه الحمار الوحشي، ضمن مدفن للحيوانات وسط منطقة المدافن المركزية للتل، ويعتقد أنها حيوانات هجينة كانت قد تحدثت عنها نقوش مكتشفة، سابقاً، في إيبلا، والتي دلت هياكلها على استخدامها آنذاك لأغراض النقل فقط، ثم تطورت في ما بعد لاستخدامها في الزراعة. وفي إدلب، اكتشفت دائرة آثار معرة النعمان في موقع تلعار، قرب خان شيخون، أرضية دير وكنيسة بمساحة تزيد على 300 متر مربع تعود للقرن الخامس الميلادي. والموقع يتألف من دير مؤلف من فسحة سماوية تحيط به قاعات من جهاته الأربع رصفت بالفسيفساء، لكنه فقد كثيراً من المشاهد الفسيفسائية فيه. ويجاور مبنى الدير بناء لكنيسة صغيرة الحجم تتألف من صحن مركزي، وحنية كنيسة رصفت أرضيتها بالفسيفساء، وتضم مشهداً يمثل مطاردة حيوان مفترس لغزال، وسبع يطارد أنثى حمار (أتان)، ويفصل بين المشهدين شجرة رمان مثمرة. وتضم الحنية طائرين بينهما مزهرية. والقاعات الجانبية مرصوفة بالفسيفساء الزخرفية، وتمثل أشكالاً هندسة متناوبة كما أن البناء منفذ بأحجار كلسية كبيرة الحجم.