أزاحت اليوم تقارير صحافية إنكليزية النقاب عن أن الأمير الوليد بن طلال قرر عرض فندق رافلز التاريخي الذي يمتلكه في سنغافورة للبيع مقابل ما يزيد عن 450 مليون دولار، (نحو ما يقرب من 300 مليون جنيه إسترليني) – وفي هذا الإطار، كشفت صحيفة "التايمز" اللندنية في تقرير نشرته بعددها الصادر اليوم الخميس حول هذا الموضوع عن أن الأمير السعودي اتخذ هذا القرار علي ما يبدو لتأثره بتداعيات الأزمة المالية الحالية، ورغبته الحثيثة في وقف تعرض ثروته للاستنزاف. كما نما إلي علم الصحيفة أن فنادق فيرمونت رافلز الدولية التي تمتلك فيها شركة المملكة القابضة حصة الأغلبية بنسبة 58.1% ويترأس مجلس إدارتها صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال، تبحث الآن عن مشترين للأصول المتبقية من الفندق، على الرغم من حالة الكساد التي يشهدها سوق العقارات حول العالم. كما فهم أن الأمير ربما يكون مستعد أيضا ً لبيع حصته في الشركة نفسها. وقالت مصادر في صناعة الفنادق أن الأمير- الذي يلقب ب " وارن بافت الخليج" – يبحث عن مجموعة من الإجراءات ردا ً علي الانخفاض الحاد في قيمة بعض من أكبر مشروعاته الاستثمارية. كما أشارت الصحيفة إلي أن شركة المملكة القابضة عانت من انخفاضا ً كبيرا ً في قيمة استثماراتها بعدد من الشركات التي من بينها شركة "سونجبيرد أستيتس"، وشركة يورو ديزني، وشركة نيوز كوربوريشن، الشركة الأم لصحيفة التايمز. وأوضحت الصحيفة كذلك أن الأمير الوليد خسر أيضا ً أكثر من ثلثي قيمة شركة المملكة للاستثمارات الفندقية التي يمتلك فيها حصة نسبتها 55 %، علي مدار العام الماضي. في حين أكدت الصحيفة علي أن حصة الأمير الوليد التي تقدر ب 3.9 % في سيتي جروب، التي تسببت في الإضرار كثيرا بثروته، قد انخفضت من أكثر من 50 دولارا ً للسهم قبل عامين إلي أقل من أربعة دولارات. وقد سعي الأمير في أكتوبر الماضي إلي تهدئة الوضع عن طريق زيادة حصته القابضة إلي 5 %، لكن الأسهم واصلت تراجعها. ووفقا لقائمة مجلة فورتشن الأميركية، فإن ثروة الأمير قد تراجعت من 21 مليار دولار إلي ما يقرب من 13 مليار دولار علي مدار العام المنقضي، ما كان سببا ً في حلوله بالمركز الثاني والعشرين في قائمة المجلة الخاصة بأثري أثرياء العالم. لكن عاملون في الصناعة أكدوا علي أن الأمير حريص على جمع الأموال عن طريق بيع أجزاء من إمبراطوريته الفندقية الضخمة. ففي الوقت الذي يمتلك حصة قيمتها 45 % في فندق الفور سيزونز، تتناثر شائعات قوية عن أنه ربما يكون عازما ً علي الترحيب بعروض لحصته التي تبلغ نسبتها 33 % في فنادق الموفينبيك/ السلسلة السويسرية. ويقول البعض أن الأمير يفكر كذلك في بيع فندق "ذا سافوي" في لندن، المقرر أن يعاد افتتاحه في نهاية العام الجاري بعد عمليات تجديده التي قدرت ب 100 مليون إسترليني. ونقلت الصحيفة عن أحد المحللين المطلع بصورة وثيقة علي شؤون الأمير قوله: "يواجه الأمير تحديا ً كبيرا "ً. الآن، هو بالتأكيد بائع أكثر منه مشتري. وسوف يقوم ببيع كل شيء تقريبا ً بالسعر المناسب، علي الرغم من صعوبة العثور علي مشترين قادرين علي تمويل مثل هذه الصفقات" . واختتمت الصحيفة تقريرها في نهاية الأمر بالإشارة إلي أنها لم تتمكن من الوصول لأي من مسؤولي شركة المملكة القابضة كي يعلقوا علي هذه المعلومات.