قال مسؤولان أميركيان إن منصور أرباب سيار، المشتبه به في مؤامرة إيرانية مزعومة لاغتيال سفير السعودية في الولاياتالمتحدة، تعرف على مخبر إتحادي سرّي عن طريق امرأة، التقى بها سيار قبل سنوات عندما كان يتاجر في السيارات المستعملة بولاية تكساس الأميركية. وأضاف المسؤولان المطلعان على التحقيق في المؤامرة المزعومة، أن أرباب سيار اتصل بالمرأة في وقت سابق من العام الحالي، بعدما عاد من رحلة لإيران في الربيع الفائت. وذكر أحد المسؤولين أن المشتبه به سأل المرأة، التي لم يكشف عن هويتها، ما إذا كان بامكانها تعريفه بأي شخص "على دراية بالمتفجرات". ورتبت المرأة لتعريف أرباب سيار على قريب لها. لكن ما لم يعرفه الإثنان أن هذا القريب الذي لم يكشف عن هويته أيضاً، كانت له علاقة قديمة مع وكالات إنفاذ القانون، لأنه مخبر في مكافحة المخدرات. والدور الصغير، لكن المهم الذي لعبته هذه المرأة في المؤامرة، هو أحدث معلومات يكشف عنها في المزاعم الأميركية، التي تقول إن عميلين إيرانيين حاولا اغتيال السفير السعودي في واشنطن، عادل الجبير. وهزّ الإعلان عن هذه المؤامرة الشرق الأوسط، لكنها قوبلت بادانات غاضبة من إيران، وبتشكك من محللين، حتى داخل إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، نفسها. ودافع أوباما عن تعامله مع القضية، أمس، وقال "لن نقدم قضية ما لم نكن نعرف بالضبط كيف ندعم كل المزاعم، التي تتضمنها لائحة الاتهام". لكن أصبح واضحاً بشكل متزايد، أنه إذا كانت قوة القدسالإيرانية، وهي الذراع السرية للحرس الثوري الإيراني، قد سعت بالفعل لضرب أهداف في الولاياتالمتحدة، فإن عميلها المزعوم سيء الطالع. وقال ديفيد تومسكا، وهو صديق وشريك سابق لأرباب سيار أثناء اتجارهما في السيارات المستعملة في تكساس قبل عشر سنوات، مشيراً إلى الإيرانيين، "إذا كانوا يبحثون عن العميل 007، فقد حصلوا على السيد بين"، في إشارة إلى شخصية العميل الشهير جيمس بوند، وشخصية كوميدية خرقاء. وقال تومسكا إن المشتبه به ليست لديه القدرة على أن يكون عميلاً سرياً حصيفاً يمكنه تدبير مثل هذه المؤامرة، لأنه كثير النسيان وغير منتبه، كما أنه أدار عدداً من المشروعات الفاشلة، وفقد منزله لعجزه عن تسديد أقساط، بل أنه عاش في بعض الأحيان بدون كهرباء لأنه نسي أن يدفع الفاتورة. وأضاف تومسكا أنه لا يعرف من هي المرأة التي ربما يكون أرباب سيار اتصل بها، وأن الوحيدة التي يعرف أنه كان مقرباً منها، هي زوجته الأولى، التي لم يلتق بها تومسكا، فضلاً عن زوجته الثانية، التي تعيش شمالي كوربوس كريستي في تكساس. وتقول أوراق القضية، التي قدمها محققون اتحاديون في آواخر مايو الماضي، إن أرباب سيار سافر إلى المكسيك للقاء مخبر المخدرات. وأضاف مسؤولون أن المخبر كان قد أبلغ في هذا الوقت أشخاصاً في الوكالة الأميركية لمكافحة المخدرات، عن سعي أرباب سيار، وهو إيراني-أميركي، للحصول على متفجرات. وتوضح الأوراق أيضاً، أن المخبر، وهو "مصدر سري بأجر"، اتهم في الماضي في جريمة مخدرات في ولاية أميركية، لكن السلطات أسقطت الاتهامات عنه، بعدما وافق على التعاون معها في قضايا المخدرات. وتتهم السلطات الإتحادية الأميركية أرباب سيار وغلام شكوري بتدبير المؤامرة لاغتيال السفير السعودي.