نجحت فرقة رقابية من بلدية بريمان أمس الأول في اكتشاف موقع لذبح الدجاج المريض والمجهول المصدر وتوزيعه على أسواق جدة بحجم يصل إلى ثلاثة آلاف دجاجة يوميا، وأتلفت الفرقة كافة محتويات الموقع وأغلقته نهائيا. وكانت بلدية بريمان تلقت بلاغا من أحد المواطنين يؤكد ملاحظته بوجود عدد كبير من الشاحنات الصغيرة تأتي في المساء إلى حوش كبير في أعلى وادي أم حبلين وتخرج محملة بمئات الكراتين، كاشفا أنه عندما حاول الاقتراب من الموقع لم يتمكن بسبب السياج الحديدي الذي يمنع اقتراب الغرباء، كما تضمنت شكوى المواطن أن الروائح الكريهة تسود في الموقع وتزكم الأنوف. وتبعا لمضامين الشكوى توجهت أمس الأول فرقة من البلدية بقيادة رئيس بلدية بريمان الفرعية المهندس عبدالله العجمي، مدير إدارة المراقبة، مدير المتابعة، رئيس قسم النظافة، ورئيس قسم الأسواق في البلدية، ورغم تعرض سياراتهم للغوص في الرمال واستغراقهم نحو ساعة من الزمن لإخراجها من المصائد الرملية، إلا أن ذلك لم يمنعهم من مواصلة السير باتجاه الموقع الذي يبعد عن جسر القاعدة الجوية نحو 25 كيلومترا باتجاه الشرق وفي وسط الجبال. الفريق الذي دهم المصنع صادر العديد من مسالخ الدجاج والأختام المزورة لنوعية الدجاج، وجرى العثور على المئات من الأجهزة المستخدمة لذبح الدجاج بشكل غير نظامي وأختام تواريخ الصلاحية، وتمكن من التعرف على قائمة بعدد من المطاعم الشهيرة التي تتعامل مع ذلك المصنع رغم نوعية الدجاج غير الصالحة للاستهلاك الآدمي. وبحسب صحيفة عكاظ التي اوردت الخبر اليوم كشف أحد العمالة الأجنبية الذي يعمل بالقرب من المصنع أن هناك كميات كبيرة من الدجاج تخرج بشكل يومي من الموقع خاصة بعد منتصف الليل، موضحا أنهم يعملون هناك منذ عدة سنوات، الأمر الذي حول الموقع إلى بؤرة من الروائح غير المستحبة. من جهته، أوضح المهندس عبدالله العجمي رئيس بلدية بريمان أن الأمانة بمتابعة من أمين جدة الدكتور هاني أبو راس والمشرف على البلديات الفرعية المهندس علي الغامدي فتحت تحقيقا مع مالك الموقع المخالف لوجود العديد من المخالفات والتي تتمثل أهمها، التعامل مع تلك النوعية من الدجاج الفاسد، وتحويل الموقع إلى بؤرة تنشر الذباب والحشرات وتصدر الروائح الكريهة. وأبان العجمي أن المطاعم التي جرى اكتشاف تعاملها مع المصنع المخالف سيتم التحقيق معها؛ للتأكد من حقيقة الأمر ومعاقبتها في حال ثبت الشراء من ذلك المنتج الرديء. من جهته، حذر الدكتور هاني نيازي أخصائي سموم وكيمياء شرعية في صحة جدة من تسويق الدجاج الفاسد ووصوله إلى المستهلكين، لافتا إلى أن آثاره الصحية في حال مرضه الشديد يكون من خلال الإصابة بالتسمم بشكل سريع، في حين تتسبب النوعية الأقل رداءة في التأثير على الشخص العادي مع مرور الوقت. وأفاد نيازي، أن الطعام يمكن أن يصاب بالتلوث بعدة طرق منها احتمالية أن يكون مصدر الطعام نفسه ملوثا مثل الحيوان المريض أو أن يكون العمال أنفسهم يحملون الميكروب أو أنهم مرضى. وأبان أخصائي السموم في صحة جدة، بأن مدة ظهور أعراض التسمم تتراواح من ساعتين إلى ست ساعات وتتمثل في الغثيان، القيء، الإسهال الشديد، والآلام الحادة في المعدة، مطالبا بضرورة الاهتمام بمصادر الأغذية ونظافة الطعام في كل خطوات إنتاجه وإعداده وتوزيعه إلى أن يتم استهلاكه.