مصادر: لم تمض ثلاثة أيام على مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن حتى تكشفت معلومات أكملت عددا من الحلقات المفقودة في ما أعلن من بيانات سابقة حول مقتله في مدينة ابوت أباد الباكستانية مطلع الأسبوع الجاري. المعلومات التي خص بها مصدر إقليمي وثيق الصلة بهذا الملف منذ مطلع عام 2002، ورفض الكشف عن اسمه لحساسية موقعه السياسي، نصت على أن المصدر الذي استدل به رجال المخابرات الأميركية على مقر بن لادن ليس كما أعلن أنه "أبو أحمد الكويتي" حسب اعترافات قيل إنها انتزعت من خالد شيخ محمد العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر الذي يقبع في سجنه في خليج جوانتنامو بعد القبض عليه في مدينة بيشاور الباكستانية عام 2002. وأكد المصدر أن من دل على مقر بن لادن هم القيادة الفعلية الحالية لتنظيم "القاعدة" الذين سماهم ب"المصريين"، عبر مرشد قام بلفت أنظار عناصر الاستخبارات الأميركية وجعلهم يتتبعون خطواته دون أن يشعرهم بعلمه بهم، وهو مواطن باكستاني يعمل بأمر القائد الفعلي لتنظيم "القاعدة" المصري أيمن الظواهري. لكن عناصر الاستخبارات – حسب المصدر - علموا أن هناك رسالة ينقلها هذا الرجل، وانقادوا خلفه إلى أن دخل المنزل الذي قتل فيه بن لادن، ولم يوضح المصدر متى تم هذا الاستدلال على منزل بن لادن إلا أنه اكتفى بالقول "ليس بالزمن البعيد". يقول المصدر "إن المصريين يريدون السيطرة على التنظيم منذ تأسيسه لكنهم وجدوا فرصتهم الأكبر بعد مرض بن لادن منتصف عام 2004"، ويزيد في حديثه أن الظواهري ومجموعة القيادة – حسب تسمية المصدر لهم – أقنعوا بن لادن في تلك الفترة بالانتقال إلى مدينة ابوت أباد لتوافر المأوى الآمن فيها بشكل أكثر من إقليم وزيرستان ووادي سوات اللذين كانوا يتنقلون بينهما في تلك الفترة. ويتساءل المصدر بلغة تهكمية "هل يعقل أن تكون ابوت أباد التي لا تبعد عن إسلام أباد سوى عدة أميال أكثر أمنا من وادي سوات الذي لا تستطيع القوات الأميركية دخوله إلا بالتحليق بالطائرات عبر أجوائه؟". "للحد من حركته وإبعاده عن المقاتلين وإدارتهم". هكذا قال المصدر، مؤكدا أن هذه النوايا لدى الظواهري ومجموعته من المصريين - حسب تسمية المصدر لهم - عملوا على تحقيقها بعد أن استثمروا اسمه بما يكفيهم. وبعد عودة سيف العدل - يضيف المصدر- من إيران في الخريف الماضي، وهو المعروف بقدرته الفائقة على التخطيط والتنفيذ، ليلتحق بمنظومة قيادة "القاعدة" في إقليم وزيرستان، أصبحت خطة تصفية بن لادن جاهزة للتنفيذ بطريقة لا تثير الشبهة حولهم، على الأقل أمام مقاتليهم من باقي عناصر التنظيم. ويعتبر المصدر أن أبا أحمد الكويتي هو اسم اختلق كغطاء للمصدر الحقيقي الذي رتبت له القيادة الفعلية للتنظيم، ولم يعلن إلى الآن عن مصيره. ولم يفت على المصدر التأكيد أن خالد شيخ محمد لم يدل بأي أسماء من عناصر تنظيم القاعدة سوى من هم معروفون سلفاً، أو أسماء لأشخاص قتلوا أو تم اعتقالهم فقط. ويروج بعض المحللين المتابعين لأنشطة تنظيم "القاعدة" أن أسامة بن لادن هو الزعيم الروحي للتنظيم، إلا أن الحقيقة أن الفلسطيني عبدالله عزام هو الزعيم الروحي، وواضع لبنات أساساته الأولى قبل مقتله في مدينة بيشاور الباكستانية في شهر نوفمبر عام 1989، وهي الحادثة التي أشار عدد كبير من المراقبين حينها إلى دور لعبة أيمن الظواهري في هذه الحادثة.