مسيرات غضب عمّت المحافظات السورية، عبّرت عن ألم الشعب السوري وغضبه من الجريمة البشعة التي قام بها العدوان الإسرائيلي السافر على أسطول الحرية، منتهكاً حرمة المياه الدولية أمس. المعتصمون الذين احتشدوا أمام السفارة التركية، وأمام مبنى الأممالمتحدة، وفي العديد من الساحات، عبروا عن غضبهم من هذا الاعتداء السافر، الذي ذهب ضحيته عشرات القتلى والجرحى من المدنيين العزل الذين كانوا يحملون في سفينتهم مساعدات إنسانية لأهلنا في غزة، ليعبروا عن تضامنهم مع هذا الشعب المحاصر. وقدّم المتظاهرون خلال مسيرات الغضب رسائل تحمل مطالبهم وتعازيهم، فمنهم من توجه إلى السفارة التركية لينقل اعتزاز سورية بمواقف الإخوة الأتراك، الذين سقطوا شهداء وجرحى في محراب فلسطين، مؤكدين أنّ هذه المواقف البطولية ستبقى خالدة في أذهاننا، وستزيد من أواصر الأخوّة. كما قدمت رسائل أخرى إلى الأممالمتحدة وأمينها العام، بان كي مون، حملت مطالبَ بجلسة فورية طارئة لمجلس الأمن الدولي لتقوم الدول الكبرى في العالم باتخاذ إجراء عاجل وحازم يدين عملية القرصنة البحرية التي نفذتها القوات الإسرائيلية بحقّ مدنيين عزل لا يحملون إلى غزة سوى المساعدات الطبية والغذائية والإنسانية. وأشارت الرسالة التي قدمها اتحاد شبيبة الثورة إلى أنه من الواضح أمام العالم أجمع أنّ سياسة الكيل بمكيالين التي تكيل بها الدول الكبرى، وعبر مجلس الأمن، أصبحت سياسة مكشوفة وواضحة ومنبوذة من قبل كل الشعوب، وبات لزاماً على المنظمة الدولية أن ترقى إلى مستوى التحديات التي بدأت تطال هيبتها بين الأمم بسبب التغاضي عن الجرائم الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة. كما طالب اتحاد الشبيبة الأمم المتحدة ومنظماتها أن تبادر إلى اتخاذ إجراءات قانونية عاجلة للتحقيق في العدوان الأخير على قافلة سفن الحرية، وتقديم المسؤولين عنه إلى المحاكم الدولية، ليحاكموا كمجرمي حرب وتقديم مذكرات توقيف بحقهم أينما وجدوا، وأن غير ذلك سيكون مدعاة لسخط الشعوب العربية وشبابها الذي يرفض بحزم بيانات الشجب والإدانة والاستنكار، ويطالب بمواقف عملية تضع حداً للغطرسة الإسرائيلية في المنطقة. النساء السوريات اعتصمن أيضاً أمام مقر الأممالمتحدة، وطالبن في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بالتدخل باسم الشرعية الدولية وحقوق الإنسان، كي يتمّ إيقاف القرصنة الإسرائيلية والعربدة الهمجية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في البحر المتوسط ضدّ سفن الحرية التي تحمل أصحاب الضمائر الحية الذين هبوا لمساندة شعبٍ يموت نتيجة الحصار ونقص الدواء وجميع مستلزمات الحياة. من جهة أخرى، عبر عشرات الشباب عن سخطهم ممّا يجري، بإضراب عن الطعام مفتوح إلى حين الإفراج عن القافلة أمام مبنى الأممالمتحدة، التي عبّرت على لسان مستشارها الإعلامي في دمشق، الدكتور خالد المصري، عن إدانة ما جرى، إلا أنّها برّرت عدم صدور موقف رسمي باسمها بوجود فرق في التوقيت بين الدول. رئيسة الاتحاد النسائي ماجدة قطيط أكّدت أنّ ما حدث أمس من تعدٍّ على حرمة المياه الدولية خلال الهجوم على الأسطول، الذي يحمل المحبّة بين الشعوب، هو تمادٍ كبير من قبل إسرائيل، مشيرةً إلى صمت بعض الدول والمنظمات الدولية هو من أوصل إسرائيل إلى هذا. من جهته، قال أحمد عبد الكريم، رئيس لجنة دعم الانتفاضة ومقاومة المشروع الصهيوني، أنّ هذه الجريمة النكراء تؤكّد من جديد عنصرية إسرائيل، والمطلوب من الأممالمتحدة والدول الخمس والرأي العام تقديم موقف حاسم لتقف إسرائيل عند حدها، فالشهداء الذين سقطوا أمس كانوا في سفينة لا تحمل إلا الطعام والدواء، وقد تمّ الهجوم عليهم بالطائرات الحربية، لذا يجب محاسبة إسرائيل وبشدة على ذلك