دعا الرئيس السوري بشار الأسد واشنطن إلى «دفع إسرائيل إلى وقف اعتداءاتها الوحشية ورفع الحصار عن قطاع غزة والسير قدماً في عملية السلام كحل وحيد لعودة الأمن والاستقرار إلى المنطقة»، وذلك خلال استقباله السيناتور الأميركي بوب كروكر في دمشق أمس. وشهدت سورية تظاهرات احتجاجية على العدوان الإسرائيلي على سفن «أسطول الحرية»، وعقد مجلس الشعب (البرلمان) جلسة طارئة، بعد مطالبة مندوب سورية في الجامعة العربية يوسف الأحمد بعقد جلسة فورية لمجلس وزراء الخارجية العرب للبحث في «تداعيات العدوان الإسرائيلي». وأفاد ناطق باسم الرئاسة السورية أن الأسد اتصل بعد ظهر أمس بالرئيس التركي عبدالله غُل، وأعرب «عن أحر التعازي للرئيس غُل والشعب التركي الشقيق ولأهالي الشهداء الذين سقطوا نتيجة الاعتداء الإسرائيلي السافر على أسطول الحرية»، كما وجه «تحية للشعب التركي على مواقفه المؤيدة للقضايا العربية وللشعب الفلسطيني الأعزل»، مؤكداً «أهمية تضافر الجهود لعدم السماح لإسرائيل بالافلات من العقاب على الجريمة الشنيعة التي تضاف إلى سجلها الطويل من الجرائم بحق الإنسانية». وكان الأسد استقبل كروكر في حضور وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في الرئاسة الدكتورة بثينة شعبان. ونقل الناطق عن الرئيس قوله: «في وقت يسعى العرب من أجل السلام، فإن إسرائيل تقتل في عرض البحر مدنيين قادمين لكسر الحصار في استباحة مطلقة لحياة الإنسان وكل القوانين والشرائع الدولية. وعلى رغم ذلك تبقى إسرائيل تحظى بدعم غير محدود وغير مشروط من الولاياتالمتحدة مهما ارتكبت من جرائم، ما يسبب زعزعة الاستقرار في منطقتنا وإشعال فتيل التوترات والحروب». وأكد كروكر أن «من المهم أن تكون لدى الولاياتالمتحدة علاقات جيدة مع سورية نظراً إلى الدور المحوري الذي تلعبه في الشرق الأوسط». إلى ذلك، اعتبر مسؤول في وزارة الخارجية السورية أن «جريمة القرصنة الدموية النكراء التي ارتكبتها إسرائيل في المياه الدولية للبحر المتوسط، هي رسالة برسم المجتمع الدولي بأسره تؤكد من خلالها تحديها السافر للجميع وتنكرها لأبسط المبادئ الإنسانية والقيم الحضارية». وأضاف أن «الاعتداء على ناشطين عزل يحملون الغذاء والدواء وضرورات حياتية أخرى لضحايا حصار غزة القاتل أمر ينبغي عدم السكوت عنه كما سبق أن تم السكوت عن جرائم إسرائيلية أخرى كثيرة ما أدى إلى تمادي إسرائيل في تحدياتها وارتكاباتها». وكانت دمشق طلبت انعقاد مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري «لدرس الموقف واتخاذ خطوات عملية لكسر حصار غزة حتى لا تذهب دماء شهداء أسطول الحرية هدراً»، كما وجه المعلم رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طالب فيها المنظمة الدولية «بأن تتحمل مسؤولياتها في حماية الناشطين المحتجزين لدى إسرائيل وتأمين عودتهم سالمين إلى بلدانهم». وعقد مجلس الشعب جلسة طارئة للبحث في «تداعيات العدوان الاسرائيلي الوحشي». وأفادت «الوكالة السورية للانباء» (سانا) أن أعضاء المجلس «نددوا بالقرصنة الإسرائيلية والجريمة الوحشية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد أسطول الحرية والمتضامنين المدنيين العزل»، مؤكدين أن هذا «العمل العدواني الإرهابي يعد جريمة ضد الإنسانية جمعاء وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وكل المعاهدات الدولية». وشهدت مدن سورية مسيرات عضب واعتصامات جماهيرية استنكاراً للجريمة الإسرائيلية، كما دعت قيادة حركتي «حماس» و «الجهاد الإسلامي» إلى تظاهرات في دمشق، تزامناً مع نشاطات مماثلة للنقابات السورية.