ظهرت أنباء في بعض المواقع الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي عن عزم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على ترك السلطة والحكم لولي عهده ونجله الشيخ تميم ، بالفعل تم ذلك وتم تنصيب الشيخ تميم بن حمد آل خليفة آل ثاني أميرا لدولة قطر في يوم 25 / 6 / 2013 م . صحيح أن الخطوة كانت مفاجئة وغير متوقعة ولم تُعرف إلى الآن الأسباب الحقيقية التي دعت أمير قطر للتنازل عن السلطة ، ولكن أياً تكُن الأسباب فإن ما جرى يُعدُ نموذجاً جديداً ورائعاً لعدم التمسك بالكرسي إلى أرذل العمر ، بل أن الانتقال السلمي والفريد تم في أجواء احتفالية ومبايعة للشيخ تميم وحزن وأسى على ترك الشيخ حمد للسلطة . عندما أرى هذا المشهد الرائع الذي تم في دولة قطر و أُقارنه بالمشهد السياسي المضطرب في مصر الآن من مظاهرات واحتجاجات على الرئاسة المصرية وعلى الرئيس المصري محمد مرسي بالتحديد أُدرك أن عدم وجود الرؤية الحكيمة والأُفق الضيق كان السبب الرئيسي في ما وصلت إليه الأوضاع الآن . منذ أيام كتبتُ مقالاً انتقدت ُ فيه دعوات المعارضة للخروج إلى الشارع بهدف التظاهر والاحتجاج على الرئيس مرسي وعلى حكم الإخوان المسلمين ، وقلت أنه لابد من إعطاء الفرصة كاملة للرئاسة المصرية التي لم يمضي على تسلُمها زمام الأمور سوى عام واحد ، وأن الثورة التي قامت في 25 يناير قد دمرت البلاد اقتصاديا وأن الرجل لم يأخذ فرصته كاملة في الوفاء بوعوده . ولكن بعد تدهور الوضع وخروج الملايين إلى الشارع في جميع مدن ومحافظات مصر ، وبعد خطاب القوات المسلحة الأخير بإمهال الرئاسة المصرية وقوى المعارضة 48 ساعة للخروج من الأزمة التي تمُر بها البلاد وهو ما يُمهد ضمنيا إلى استقالة مرسي أو إسقاطه كون الجيش والشعب " إيد وحدة " ، وهو ما يدعوا إلية المتظاهرين الذين ارتفع لديهم سقف الطموحات في الأيام الأخيرة . قبل أسبوع كانوا يطالبون بتغيير حكومة الدكتور هشام قنديل ، ولكن الرئاسة المصرية لم تكن تُلقي بالا ولم تكن تأبه بتلك المطالبات ، ولكن الآن سقف الطموحات أزداد وأصبحت مطالبهم تُصر على إسقاط النظام وإسقاط حكم الإخوان المسلمين . الفرق بين الحالة القطرية والمصرية هو وجود الرؤية الحكيمة في قطر من عدمها في مصر . المشهد السياسي يوضح أن جميع القوى السياسية والحزبية بما فيهم بعض الإسلاميين من أمثال " الدعوة السلفية " وحزب النور في كفة والإخوان المسلمين في كفة أخرى ، وهذا يعني أن إرادة الشارع سوف تكون الفيصل والحكم في حل هذه الأزمة . تركي محمد الثبيتي https://twitter.com/trk1400