إذا كان المجرم السادي معمر القذافي لقب نفسه بملك ملوك إفريقيا وقائد الثورة وهو الذي تفنن في قتل شعبه عندما أراد الحرية ، وهي حق مشروع في جميع الأديان والأعراف ، فمن الأولى أن نسمي (المدعو) أسامة بن لادن ملك ملوك الخوارج وقائد الإرهاب ، ولكن . أنا " لست بالخب ولا الخب يخدعني" ، فالأحداث منذ 11 سبتمبر وحتى الآن مع وجود التقنيات العالية في الإعلام وثورة المعلوماتية لا نستطيع من خلالها بل و نعجز أن نجزم بأن كل الأحداث والتفجيرات التي نسبت إلى أسامة بن لادن هي من فعله أو على الأقل من تخطيط تنظيم القاعدة وطالبان ، فهل كلنا خدعنا في هذه القضية العالمية والتي نسبوها للإسلام وشوهته أيما تشويه والإسلام منها براء ، وما ذلك إلا لأن بن لادن مسلم . العقل والمنطق يحتم علينا بالجزم بأن أفعال الفرد الشاذة لا تمثّل مجتمعه ولا يجوز بأن يوصف هذا المجتمع بأوصاف هي من اعتقادات جماعات صغيرة فيها (أقليات) فلا نصف المجتمع المسلم بالأفعال الشاذة التي يفعلها الكثير من عوام الشيعة بتحريض من مراجعهم الدينية الضالة ، و أيضاً للخوارج أراء وفتاوى تكفر الآخر وهي لا تمت للإسلام بصلة ، فمن باب أولى أن لا يكون منهج بن لادن وجماعته يمثّل المجتمع المسلم (المسالم) ، والأمثلة في عالمنا هذا كثيرة وفي الأطراف الأخرى أكثر فنحن المسلمين لا ننعت الألمان بالسفاحين لأن هتلر النازي كان سفاحاً ، ولن نصّف الأمريكيين (المسيحيين) بأنهم قتله ووحوش لما فعله الرئيس الأمريكي هاري ترومان في هيروشيما وناجازاكي بل وما فعله بوش الأب والابن وبتحالفات مع رؤساء دول أوروبية عظمى ودول أخرى طفيلية (بعض الجيران) فقد أبادوا الآلاف في العراق وأفغانستان وغيرها من الدول ، مع علمنا بأن هذه الأفعال الإجرامية والإرهابية أيّدها الكثير من الغوغائيين و الجهلة في هذه المجتمعات المسيحية بل والمسلمة ، فخلاصة القول بأن أفعال الأفراد والجماعات الصغيرة المتطرفة لا تمثّل مجتمعها الكبير أو البلد التي وجدت فيه قدراً ، وما نُسب إلى بن لادن سواءً كان صحيحاً أو مفتراً عليه مع كونه خارجياً أو من أهل السنة والجماعة وأن كانت أفعاله جهاداً أو إرهاباً ، فأسامة بن لادن لا يمثّل إلا نفسه و جماعته ومؤيديه وبالتالي فهو لا يمثّل أهل السنة والجماعة ولا باقي المذاهب الإسلامية . مات ابن لادن أم لم يمت فهذا مجرد خبر قد يصدق وقد لا يصدق ولكن ما يهمنا هنا أن الدين الإسلامي الصحيح ممثلاً في مذهب أهل السنة والجماعة ليس فيه إرهاب ولا تطرف ولا تكفير عشوائي ولا قتل للأبرياء والعزل بل هو دين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق ومنها إغاثة الملهوف وحسن الجوار وغيرها من الأخلاق الحميدة ، وفي الإسلام للجار حقوق عظيمة حتى وإن كان على غير دين الإسلام فقد زار صلى الله عليه وسلم الغلام اليهودي عندما كان مريضاً ، وهو الذي مات و درعه مرهون عند اليهودي ، وهذه أدلة على وجود معاملات متنوعة مع غير المسلمين والأمثلة كثيرة جداً لا مجال لذكرها هنا ، بل وكفل حقوق للمعاهد والذمي فقد قال صلى الله عليه وسلم: «ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة» و قال صلى الله عليه وسلم: «من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاماً» ، ويقول صلى الله عليه وسلم" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" فكيف يكون الدين الذي يأمر بهذه الأخلاق وحسن التعامل مع المسلم وغير المسلم ويكفل حقوقهم هو نفس الدين الذي يدعو للإرهاب وقتل الذميين والمعاهدين والأمنيين ؟! لذا لن يخدعنا أحد بتعليق أخطاء أفراد وجماعات صغيرة على شماعة الإسلام العظيم . والله أعلم سلطان آل قحطان