من خالد بن سليمان الدايل إلى الرئيس التونسي السابق زين العابدبن بن علي الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد : فقال تعالى (( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير)) أمَا وقد نزع الله الملك من بين يديك ونصر شعبك أمام ناظريك فإن هذا يستحق الإعتبار، والتأمل زين العابدين بن علي : دعني أعرفك بنفسي فقد لا تعرفني ، ولم تسمع من قبل ، أنا خالد سليمان الدايل ، أدعو إلى الله في هذا البلد المبارك المملكة العربية السعودية بكل حرية ولله الحمد ، ومن باب النصيحة وحب الخير للغير وخلافاً لما سمعته من الناس من نعتك بالطاغية وبالديكاتورية .وغيرها من النعوت السلبية ، فإني أكتب لك هذه الرسالة عبر الشبكة العنكبوتية لعلها تصل إليك يوماً من الأيام بإذن الله وينفع الله بهاوتكون سبباً لهدايتك ورجوعك إلى الحق اللهم آمين زين العابدين بن علي : لقد أرسل الله الرسل للبشرية كافة ، وخص فرعون الذي طغى وتجبر ، واستكبر في الأرض وسفك الدماء برسولين كريمين موسى وهارون ، وأوصاهما المولى _جلٌ وعلا _ بالقول اللين الهين لعله يتذكر أو يخشى ، لكنه استمرأ المعصية والطغيان وظن أنه سيخلد في ملكه، فقال مقولته الشهيرة ما علمت لكم من إله غيري ، حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ) لكن هذه المقولة جاءت بعد فوات الآوان ، فلم تنفعه توبته ، لأنها جاءت متأخرة جداً وبعد فوات الآوان ، أما هذه الأمة يا زين العابدين بن علي فقد أرسل الله لها نبياً كريماً رحيماً هادياً مهدياً نصح لأمته فكان سبباً لإنقاذ هذه الأمة من النار فجزاه الله عنا خير ما جزى نبياً عن أمته ، ولذا فقد جاء الأمر الإلهي بالسير على نهجه واتباع سنته قال تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ) ولأني أرجو الله وحده ولا أرجو شيئاً غيره ، أن تسمع مني هذه الكلمات لعل الله أن ينفع بها ، وتكون سبباً لهدايتك زين العابدين بن علي : من رحمة الله بعباده أن يعطيهم الله المهلة والفسحة في الوقت ليتفكروا ويعودوا إليه تائبين خاشعين منيبين فهو أكرم الأكرمين ، وأرحم الراحمين وقد أعطاك الله مهلة وفسحة من الوقت فبادر قبل أن تغادر ، تأمل هذه الآية قال تعالى ( قل للذين كفروا إن ينتهو يغفر لهم ما قد سلف ) هذا في حق الكافرين ، لاحظ مجرد أن يتوبوا يغفر الله لهم ما قد سلف من كفرهم وغيهم وفجورهم ، أما المسلمين العصاة فقد خاطبهم المولى جل وعلا بخطاب رقيق يفيض بالشفقة والرحمة قال تعالى ( قل يا عبادي الذين أسرفو على أنفسهم لا تقنطو من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً ، إنه هو الغفور الرحيم ) لاحظ قول الله تعالى ( إن الله يغفر الذنوب جميعاً ) نعم كل الذنوب القتل والقهر لعباد الله والتضييق على المسلمين وتعذيبهم حتى المحادة لله نعم المحادة لله والتي هي من أعظم الذنوب ، فإذا تاب العبد تاب الله عليه وغفر له ذلك كله . زين العابدين بن علي : أقبل على ربك فيما تبقى من عمرك وأنت بجانب مسجد الله الحرام ، وفي أطهر بقاع الأرض زين العابدين بن علي : تأمل قدرة الله عليك حين جاء بك في مكان تسمع فيه الآذان خمس مرات يومياً بعد ما منعته في بلدك ، وجاء بك في هذا المكان لترى وفود الحجيج والمعتمرين رافعين أصواتهم بالتلبية بعدما منعت شعبك من وصول البيت العتيق ، وجاء بك إلى هذا المكان لترى مظاهر التدين المختلفة من صلاة في المسجد مع الجماعة وحجاب ، ولحية وغيرها من مظاهر التدين المنتشرة في بلد الله الحرام . زين العابدين سارع بالتوبة فإن الله إذا أخذ الظالم أخذه أخذ عزيز مقتدر ، فالله سبحانه وتعالى هو الملك الحقيقي قاصم الجبابرة ، وقاهر المتكبرين ، وهو الملك الحق يرحم التائبين ويغفر ذنوب المذنبين ، وإني أعيذك بالله أن تكون من الجبابرة المتكبرين فيحل عليك غضب من ربك ، وأدعو الله أن تكون من التائبين المستغفرين ليغفر لك ربك ما قد سلف من ذنبك، وليتك يا زين العابدين تناصح الليبراليين في هذا البلد المبارك – وهم ولله الحمد والفضل قلة - وتقول لهم ملئ فيك هذا أنا وهذا ما حصل لي ، فاعتبرو يا أؤلي الأبصار . وختاماً أسأل الله أن ينفعنا بما نكتب وبما نقول وبما نسمع وما أردت إلا الإصلاح مااستطعت وما توفيقي إلا بالله . كتبه د . خالد بن سليمان الدايل